11 سبتمبر 2025

تسجيل

التواصل معكم!

17 أغسطس 2016

التواصل مع المتابعين والقراء للمقالات، التي تنشر في الصحيفة يعتبر متعة حقيقية، تتيح التعرف على الأفكار والطروحات من وجهة نظر جديدة ومغايرة، ويعلم الله أنها تصلني العديد من الرسائل الجديرة بالعرض والنشر، كمقال منفرد بذاته، ولكن نظراً لضيق المساحة وطبيعة كتابة المقالات الأسبوعية، وسياسة التحرير نضطر أن نقتصر على بعض المقالات الخاصة وعرضها بعد اختصارها بقدر الإمكان. منذ مدة وصلتني رسالة من الزميل صالح هارون عن المقالات التي نشرتها، وتناولت معضلة التطرّف.. تطرق فيها الى عرض تصورات مميزة يقول فيها: قرأت مقالتكم حول التطرف بتأن وروية، وبالرغم من صحة ما ذكرت وحللت، إلا أنني ـ ومن خلال متابعتي لما يجري حول العالم بصورة عامة، وعالمنا العربي والإسلامي بصورة خاصة ـ وجدت أن الغبن، والظلم، والجشع، والقمع، والاستماتة، على كرسي الحكم، هي السمة الغالبة عند حكامنا العرب.. وأما الشعب فيأتي في ذيل الأشياء الأخرى، التي لا تثير اهتمامهم، باستثناء بعض دول الخليج، التي لم يبخل حكامها على شعوبهم، حتى وصل الامر إلى حد التخمة.. "اللهم لا حسد"، بل ندعو الله أن يديم هذه النعم، ويحفظها من الزوال، إن أحسنوا التصرف في إنفاق هذه الأموال على ما يرضي الله. إن سبب التطرف هي أنظمة الحكم العربية والإسلامية، التي تقمع شعوبها، وتقوم بالتنكيل بهم، وزجهم بالمعتقلات والسجون وتعذيبهم وحرمانهم من أبسط حقوق الحيوان لا الإنسان فحسب، ومصادرة حريتهم وحرمانهم من التعليم والسفر، وعن التعبير عن رأيهم بحرية. ماذا تنتظر من أجيال؛ نشأت وعاشت صنوفاً من الهزيمة والحرمان والتنكيل والبطش، ألا يولّد هذا الوضع إرهاباً و"مجرمين".. الوضع في بلادنا العربية ومن حكام استماتوا على كراسي الحكم، وقهروا شعوبهم وأذلوها لعقود طويلة، يجب أن ينتج أجيالاً وأجيالاً من القتلة والإرهابيين (سمهم ما شئت). عندما يسود العدل ويكون الحاكم خادماً للشعب، فلن ترى إرهاباً، لا.. بل ترى تطوراً صناعياً وفكرياً وتقدماً في كل المجالات، وعندما يكون الشعب في خدمة الحاكم فلن ترى سوى الظلم والقهر والانكسار والتراجع والذل والمهانة، مما يولد الإرهاب والإجرام والقتل والتدمير. انظر من حولنا في سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر والسودان والصومال، ترى عالماً إسلامياً غارقاً في الحروب والدمار، بسبب جشع حكامها وطول مكوثهم على كراسي الحكم، وانظر كيف يعامل "كفار أوروبا"، اللاجئين الهاربين من جحيم الحرب في سوريا والعراق، بينما تدير دولنا العربية "المسلمة" ظهرها لهم، وكأن الأمر لا يعنيهم، ألمانيا والنمسا والسويد وغيرها تخصص المليارات لاستضافة هؤلاء اللاجئين، بينما حكام دولنا العربية والإسلامية "مطنشين" وكأن الامر يحدث في بلاد الواق الواق، والله لو حدث الامر في أمريكا أو أوروبا، لرأيت مليارات بعض الدول تتطاير في سباق محموم إلى بلاد أصحاب الشعور الشقراء والعيون الزرقاء، فلا حول ولا قوة إلا بالله والله المستعان. هل تعلم أن نيوزيلندا استضافت مئات العائلات من سوريا بعد سنة من نشوب الازمة هناك؟ كما استضافت من قبل مئات العائلات الصومالية وآلاف العائلات العراقية.. ولو تعرف من ساعدهم لأصابتك الدهشة، إنه مجلس الكنائس العالمي؟!! ولكن ـ وبحمد من الله ـ كانت الجمعيات الإسلامية في نيوزيلندا تهب لاستقبال المسلمين منهم، وإسكانهم ومساعدتهم، حتى لا يتحولوا إلى المسيحية.. المصيبة الكبرى أن الحكام والشعوب لا يفكرون بأن ما جرى لهذه الشعوب المنكوبة، في منأى "بعيد عنها" وأنا أقول لا وألف لا.. إن عذاب الله واقع للحكام والشعوب، التي تخاذلت، وخذلت أبناء جلدتها، وهربت من نصرتها، والوقوف بجانبها.