12 سبتمبر 2025

تسجيل

قهوة خليجية على الريحة

17 أغسطس 2014

قد لا يختلف معي الكثيرون بأن هذا هو زمن توزيع التهم، وقد كان لمشايخ الدين وعلماء المسلمين نصيب الأسد وكثير من عباده الصالحين، وكان شغل البعض الشاغل هو تشويه صورهم ونعتهم بأوصاف شتى وقد تتخطى في كثير من الأحيان حدود الذوق والأدب!! ومن أسوأ ما قيل فيهم نعتهم بالإرهاب هذه الصفة البغيضة والتحريض عليه وأنهم ينتسبون للمجموعات المتطرفة.. ونحن نرى منابر إعلامية كثيرة تحرض حكومات الدول عليهم، وقد وصل الحال بالبعض بأن طلب بقتلهم أو زجهم في السجون وحرمانهم من أي منصب وسحب جنسياتهم وخلق عداوة بين الدول وبعض أطياف مجتمعاتها لاسيما الفئة المتدينة منها!! والكثير من المتدينين من الذين تم اتهامهم ليس لهم ناقة ولا جمل في سياسات التحريض أو إشعال نار الفتن في مجتمعات آمنة فيها استقرار سياسي.. فهؤلاء من الإعلاميين الذين يقتاتون ويتسولون بالكلمة ويعتمدون سياسات الكذب والنفاق من أجل الكسب المادي والهبات والعطايا، ويبينون حرصهم على بقاء أنظمة الحكم في الدول كما هي، وإن المتدينين هم الخطر القادم وهم قد يكونون غير صادقين في ذلك، فلا أحد من الذين يخافون الله يريد الخروج على ولاة الأمر بل الكثيرون منهم يدينون لهم بالولاء والمحبة وقد تكون للبعض بعض المطالب التي تستحق أن تسمع ولا تفسد للود قضية، فبالله عليكم هل يوجد عاقل يفرط بالأمن والأمان والعيش الكريم كالذي تحظى به كثير من الدول ولا سيما دول الخليج العربية لقوة العلاقة بين الحاكم والمحكوم والعيش الكريم بل رغد العيش.. فإذا كان البعض يتهم بعض المشايخ بالتحريض على الجهاد أو الخروج على الحكام من جانب، فهم في نفس الوقت يتهمون المتدينين بتحريض الحكام عليهم وخلق عدو لهم ربما محض افتراء وكذب، هذا ما يمنع وجود بعض الحالات الفردية ولكن لا يعمم ذلك على السواد الأعظم من هؤلاء الخيّرين الذين هم بركة للدول ويحفظون توازنا مجتمعيا لا بد منه يتعلق بثوابت المجتمعات وإطارها الأخلاقي، فنأخذ مثلا دولة قطر نموذجا يُحتذى به في احتواء الجميع مختلف الأطياف، علاقات مبنية على الاحترام المتبادل مما جعلها واحة للأمن والاستقرار والتفاهم، أسرة واحدة وجسور المحبة ممدودة بين الحاكم والمحكوم وبابه مفتوح للجميع حتى حسدنا الكثيرون على ذلك، وما تعانيه قطر هذه الأيام من هجمة شرسة قادها القريب قبل الغريب لأكبر دليل على ذلك.. وآخر الكلام نقول للجميع من أبناء الخليج حافظوا على أوطانكم واشيعوا بينكم المحبة والتعاون والصبر واجعلوا بينكم الحكمة والموعظة الحسنة شعاراً لكم ولا تنساقوا وراء أمور ليست من أخلاق المسلمين قد تشوه صورة الإسلام البهية، فمن قتل مؤمنا بريئا ينال غضب الله ولعنته ونار جهنم بانتظاره خالداً مخلدا فيها كذلك نهانا الدين الحنيف وقال تعالى (يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تتجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) صدق الله العظيم، كما لا ننسى تجربة بعض الدول في مجال احتواء الآخر ممن لديه أفكار خاطئة في فهم الدين كما نحذر تحذيرا شديدا من بطانة السوء ومستشاري الخراب والدمار الذين يحملون حقدا دفينا على أهل الخليج وعلى ثرواتهم وكيف يبتزونها بطرق خبيثة تدخل من باب المحافظة على هذه الدول وهم في الحقيقة يخلقون عداوات وأعداء أصلاً ليس لهم وجود لغرض في نفوسهم والله حذرنا منهم.. كما من الملاحظ هذه الأيام مناصبة البعض العداوة للدين والتحالف مع أعداء الله ورسوله ونسوا الوعيد الشديد لهؤلاء الذي ورد في القرآن الكريم والتحذير من مغبة ذلك.