12 سبتمبر 2025

تسجيل

كرة العنف تتدحرج..؟

17 أغسطس 2013

يبدو أن كرة العنف في مصر لاتزال تتدحرج كما هي كرة الثلج لتكبر وتتضاعف معها أعداد القتلى والجرحى في ميادين مصر، ويتابع العالم يومياً أخبار العنف في مصر لدرجة أنها اختطفت الأهمية الإعلامية من أي حدث دولي آخر. لقد اجتمع مجلس الأمن الدولي وحث في بيان له جميع الأطراف في مصر على إنهاء العنف والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس، بعد مقتل مئات الأشخاص في احتجاجات للمطالبة بعودة الشرعية والرئيس المخلوع محمد مرسي. كما صارت دول العالم ـ وفي مقدمتها الدول الكبرى ـ أكثر قلقاً منذ أن نفذ الجيش المصري أوامر بفض اعتصامين ضد الانقلاب العسكري بعد فجر الأربعاء الماضي، مما أدى إلى مقتل المئات من المصريين، الأمر الذي استلزم الدعوة المخلصة إلى وقف العنف والتزام أقصى درجات ضبط النفس، فالكل في مصر هم شعب مصر، ويجب على الكل الحفاظ على أرواحهم والانتهاء من حمام الدم، الذي فتحت صنابيره على آخرها في عدد من المدن المصرية، والمضي قدماً في المصالحة الوطنية وإجراء الحوار الوطني بين مختلف الأطياف المصرية لتنال كلها شرف العمل على إنهاء هذه الأزمة، التي يخشى العالم من تداعياتها على الأزمات الأخرى بالمنطقة. إن المطلوب هو وقف العنف من أي مصدر كان، والعمل بكل قوة واقتدار على حماية المجتمع المصري صاحب ثورة يناير، الذي يستحق الحفاظ على أمنه واستقرار دولته، وإتاحة الفرصة لجميع القوى السياسية للتعبير سلمياً عن آرائها، والحفاظ على عملية سياسية تعود بمصر إلى طريق الديمقراطية، وتضمد الجروح التي أصابت المجتمع المصري.. إن ما يجري من مصر يؤكد ضرورة العمل الفوري، ومن الأطراف كافة لبدء حوار وطني حقيقي، دون فرض إرادات على أخرى، ورسم معالم لخريطة طريق تعيد إلى مصر قوتها واستقرارها وحكمة أبنائها، وتعيد مصر إلى مكانتها ومركزها العربي والإقليمي والدولي، يفخر بها ويتأثر، كل الدول العربية والإفريقية والإقليمية بدلاً من ترك كرة العنف تتدحرج بقوة، كما تتدحرج كرة الثلج، فيصبح العنف أمراً أكبر من السيطرة عليه، كما جرى في عدد من الدول عبر التاريخ البعيد والقريب.