15 سبتمبر 2025
تسجيلتعكس الاشاعات والأخبار التي يتناقلها الرأي العام عبر الاتصال الشخصي أو الالكتروني، مدى تأثر الشارع بالمواضيع المثارة في محيطه أو خارجه، وتعكس درجة وعيه من خلال قبوله أو تناقله لها، ولا يخفى على أحد منكم ما حدث من تبعات الفيلم الوثائقي لقناة الجزيرة الانجليزية وردة فعل الشارعين القطري والبحريني له، وعدم مقدرة الكثير على فصل قناة الجزيرة عن دولة قطر، ربما لأن الإعلام الجاد الذي يصدمنا بالحقيقة يخيفنا، وبغض النظر عن جودة الفيلم الوثائقي من سلبيته، ومن مدى تحيز أو إنصاف معديه، لم تكن هناك إلا الحقيقة، وهذا ما لم تستطع البحرين الحبيبة استيعابه من خلال إعلامها أو كتابها وغيرهم. ساءني كثيراً استغلال البعض لهذا الموضوع وتهويلهم له ومحاولتهم لخلق أزمة على المستوى الشعبي قبل السياسي، ووقاحتهم في ترويج الأخبار الكاذبة والمعلومات المغلوطة أو الصحيحة ولكن التي تصب في مصالحهم غير المفهومة، والمحزن أن يبدأ الكثير بترويج أفكارهم وأحقادهم وفتنهم دون إدراك بمدى مصداقيتها، وفي النهاية ليس هناك إلا المزيد من الحقد والكره المزين بأيقونات مستعارة تخفي حقيقة الأشخاص ونواياهم خلفها، سواء أكانت مواضيعهم داخلية أو خارجية. جميل أن تبدي رأيك أو أن تعبر عنه بأية طريقة وفي أي موضوع كان من خلال حقك بالحرية والحياة، ولكن أن تتحول هذه الاراء إلى ثرثرة غبية أو دنيئة تلعب بالعواطف وتقف على رؤوس الإدعاء بخبث أو سذاجة، في محاولة لإثبات النفس أو اثارة الفتن على جميع مستوياتها، فهذا ما لا يقبله العاقل. كالنزول مثلاً إلى مستوى المهاترات الإعلامية والشخصية التي يشنها البعض كدليل ولاء للوطنية، التي ليست إلا كمن يبارز الهواء ويعبئه بزفرات ملوثة، معتقداً أنه الأنقى والأطهر. جميعنا نؤمن بأننا الأصح، والأكمل والأفضل، ولكن أن نتناسى بشريتنا ونتقاتل كلامياً من أجل اثبات اعتقاداتنا فهذه كارثة، كارثة لن تخلف إلا المزيد من الأحقاد والأمراض النفسية. سواء أكانت بيننا أو حولنا. التعبير عن الرأي بطريقة واعية وراقية، دائماً تلقى الصدى الجيد لدى الآخرين وبالأخص مع من يستخدمون عقولهم دائماً قبل أياديهم في التعبير، مخاطبة العقل، والتفاوض معه في معركة لا تنتظر نتائج سوى التوصل إلى حلول ناجحة أو إيصال الرأي لذوي الأمر. شعوري بالقلق من تصاعد نقزات الفتن يحفزني لأن أدعوكم لأن تكونوا منصفين مع ضمائركم، بعيدين عن ترهات غير مجدية لا تزيد من واقعكم سوى المزيد من الغضب والسخط لأنها تخرجكم من دائرة واحدة إلى دوائر أكبر وأكثر تعقيدا. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. لا يوجد شعور أجمل من أن تكون في وطنك آمناً مطمئناً، وتحاول فيه برغم سلبياته ومشاكله أن تكون الأمثل والأذكى، ففي النهاية لا شيء يدوم، كل شيء يرحل ويضمحل ولن تبقى إلا نتائج الخطوات والأقوال.