10 سبتمبر 2025
تسجيلقال الإمام الشافعي: ومن نزلت بساحته المنايا فلا ارض تقيه ولا سماء فأقدار الله ماضية لا يستطيع كائناً من كان أن يمنعها أو يؤخرها، فلله الأمر سبحانه من قبل ومن بعد وإليه يرجع الأمر كله، ولا يسع الإنسان المؤمن بقضاء الله وقدرة ألا يقول إذا وقعت بساحته الخطب والكروب إلا إنا لله وإنا إليه راجعون، حتى ولو ذهب ورحل عن الدنيا أحد من أعز مما يحب ويملك. وكم بكت القلوب دماً وذرفت العيون دمعاً غزيراً وكم تملك الحزن من جوانب وقد يظل سنين طويلة يسكن فيها وربما إلى الأبد يبكي عليهم. وفي الأيام القليلة وقعت حوادث سيارات مؤسفة ومؤلمة تألم منها الجميع من أهل قطر الكرام وقد تَعود أهل قطر في أفراحهم وأتراحهم مشاركة وليّ الأمر حفظه الله فهو حريص على أن يشارك شعبه في أفراحهم وفي أحزانهم ومن قبله سمو الأمير الوالد ألبسه الله ثوب الصحة والعافية، فهو يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم وكذلك سمو نائبه وإخوانه، فكم لهذا الشعور النبيل وقع على النفوس الحزينة في أوقاتها الصعبة، ففي حقيقة الأمر ما أكثر الحكام والزعماء لكن أصحاب هذه الأفعال قليلون وهم من النوادر أمثال ولاة الأمر قليلون، فلا يُلام الشعب القطري في حبه وولائه وإخلاصه لهم فهم يُشعرونك بأن الشعب وولاة الأمر أسرة واحدة متماسكة جزء واحد لا يتجزأ يفرحهم ما يفرحه ويحزنهم ما يحزنه وهذا ما تميزت به القيادة والشعب القطري، بمثل هذه الروابط الوثقى والعتيقة والتي يتمنى الكثيرون مثلها ولكن أفعال النوادر تبقى كذلك نوادر وهذا الكلام واقع نلمسه ونراه ليس من باب النفاق والمجاملة بل حقيقة نراها كما نرى الشمس في عز الظهيرة، ويا سبحان الله فقد يكره البشر شيئا ولا يعلمون ما وراءه من خير وقد يحبون شيئا ولا يعلمون ما وراءه من شر وهذا العلم مقتصر على رب العالمين سبحانه وتنزه عن كل نقص عالم الغيب والشهادة. وآخر الكلام اللهم أجبر خاطر كل محزون ومكسور الخاطر وكل من فارقوه أحبابه وأشف اللهم جراح قلبه واجعل ذلك آخر الأحزان واجعل اللهم أقدارك هينة لينة تمضي برداً وسلاماً على عبادك فأنت القادر الأوحد يا من تقول للشيء كُن فيكون وأشف كل مريض ومصاب شفاء عاجلا غير آجل قولوا معي اللهم أمين.