18 سبتمبر 2025
تسجيلحاملاً في قلبه أمتنا العربية، مفتخراً بأبنائها، مؤمناً بطاقاتهم وقدراتهم الخلاقة، محاطاً بقلوبهم ، مخاطباً الدنيا باسمهم، وقف سمو الأمير يتسلم شارة تنظيم المونديال من الرئيس الروسي لتنتقل للمرة الأولى في تاريخها إلى دولة عربية هي بلادنا الحبيبة التي تتشرف بتمثيل كل العرب بتنظيمه سنة 2022م، ليكون إنجازاً عربياً رياضياً عظيماً سيكتب اسم بلادنا والعرب في سجلات التاريخ بأحرف من إرادة وتصميم ورؤية صائبة ومجد وعزة. اليوم، نبارك لأبناء أمتنا العربية بإنجازهم الكبير الذي تتشرف بلادنا بتحقيقه واقعاً بعد أربع سنوات، وننتظر منهم دوراً عظيماً من خلال الدعم الإعلامي والسياسي له ، وتقديم الأفكار والرؤى التي تساعد في إنجاحه. هؤلاء الأشقاء العرب الأحبة هم قوتنا الحقيقية التي استندنا عليها منذ فوز بلادنا بتنظيم المونديال، وكانوا ولا يزالوا أقوى درع لنا في مواجهة أكاذيب وادعاءات دول الحصار لأنهم يعرفون جيدا أن قطر تتنفس الإسلام والعروبة والإنسانية، وتتبارك بما تسهم به في تنمية ونهضة دولهم. قبل الحصار بسنوات قلائل، واجهنا حملات الشعوبيين المبغضين للعرب والعروبة التي حاولوا فيها تشويه صورة بلادنا في الدنيا بهدف حرمانها من تنظيم المونديال، فكسرناها بإنسانيتنا كشعب ننفتح على كل الحضارات، ونحترم الآخر الذي يختلف معنا في قيمه الأخلاقية والحضارية، وننظر بتقدير عظيم لأشقائنا العرب والمسلمين ولأخوتنا في الإنسانية الذين تشرفت بلادنا بهم وهم يسهمون في نهضتها وإعمارها. وكنا نغض الطرف عن دور بعض (الأشقاء) الذين في قلوبهم مرض في تلك الحملات، ونكظم غيظنا ونعفو مهما أساؤوا، ولم نكن نعرف أنهم كانوا يحيكون خيوط مؤامرة ضد بلادنا بهدف سلبها سيادتها وثرواتها، وتقزيم مكانتها المميزة في الدنيا، وإرغامها على إغلاق قناة الجزيرة، والتخلي عن تنظيم المونديال، والانعزال عن أمتنا وشعوبها وقضاياها العادلة. وقبل سنة وشهرين، أعلنوا الحصار علينا، وظنوا واهمين أن بإمكانهم إجبارنا على الخضوع لكن قرون غدرهم تكسرت على الصخرة الصلبة لإرادتنا ووحدتنا الوطنية ووقوفنا صفا واحدا وراء القامة الشامخة لسمو الأمير، واستمرت مسيرة نهضتنا وامتدت لتشمل جوانب سياسية واقتصادية وحضارية أثلجت صدور العرب والشرفاء الأحرار في العالم. مونديال 2022م، ليس حدثا رياضيا فحسب، وإنما هو تجسيد لنهضة عظيمة تعيشها بلادنا منذ ثلاثة وعشرين عاما، شهدنا خلالها بناء الجامعات ومراكز البحوث، وتطوير التعليم والإعلام والرعاية الصحية، وولادة الدستور الذي كان ركيزة للانتقال إلى وطن الإنسان ودولة المؤسسات. وفيها، عشنا أحرارا كراما في وطن متقدم متحضر بقيادة سمو الأمير بعدما سلمه سمو الأمير الوالد مقاليد الحكم. والآن، كلما أشرقت الشمس نصحو مؤمنين بأن يومنا أفضل من أمسنا الرائع، وغدنا أفضل منهما معا، ونبتهل إلى الله أن يعز شعوب أمتنا بالعلم والتحضر والرفاه والعدالة، ويجعلنا عونا لهم. اليوم، نقول (للأشقاء) في دول الحصار إنه ليس ذنبا أننا سرنا سريعا في دروب التحضر والمدنية وبناء الدولة الحديثة التي تخلو من المعتقلات والاستبداد وعبادة الفرد، حتى صارت الفوارق الحضارية بيننا وبينكم تقاس بالسنوات الضوئية. وليست خطيئة أن سمو الأمير المفدى يحب شعبه ويبذل جهودا جبارة ليقدم للأجيال الحالية والأجيال القادمة ما يضمن لها حريات في التفكير والتعبير، ومشاركة في اتخاذ القرار، وحياة كريمة عزيزة يعيشونها هانئين مطمئنين باذلين أقصى ما يستطيعون من جهد للارتقاء بوطنهم، والإسهام في تنمية ونهضة بلاد الأشقاء العرب والمسلمين. نحن يا (أشقاءنا) نتمنى لكم نهضة كنهضتنا، وأن تجدوا في بلادكم ما نجده في بلادنا من احترام وتقدير ورعاية، وسنظل نعرض عليكم مبدأ تميم في الحوار دون شروط مسبقة ودون المس بسيادتنا، راجين الله أن تستيقظ العروبة ويصحو الإسلام في نفوسكم فتعودوا لأمتكم، وتسهموا معها في تحقيق هذا الإنجاز العربي العظيم الذي ستشهده بلادنا سنة 2022م. كلمة أخيرة تميم المجد رجل بأمة، قل كلامه، وكثر فعله، فرفع شأن بلاده وأمته العربية.