20 سبتمبر 2025
تسجيلجاء التحرك القطري الهادئ الرزين شرقاً وغرباً منذ تفجر أزمة الحصار وتداعياته، ليثبت بما لا يدع مجالاً للشك مدى حنكة وذكاء الدبلوماسية القطرية، ويؤكد في ذات الوقت أنها دولة تحترم القانون الدولي وتحرص على محيطها الإقليمي والتزاماتها بأصول البيت العربى، وهو ما اتضح جلياً في تمسك الدوحة بالحوار الدبلوماسي للحل، بعيداً عن التشنجات أو إثارة النعرات أو الدخول في جدل دبلوماسي عقيم، الأمرالذي أكسب الموقف القطرى مزيداً من ثقة واحترام المجتمع الدولي والتعاطف معه في الأزمة. وهكذا لمس المراقبون اصطفافاً دولياً ملحوظاً خلف رؤية الدوحة، التي طرحت واضحة جلية، انتصاراً للحق الذي نجحت الدبلوماسية القطرية في طرحه بقوة الحجة وسلامة المنطق، وعليه لم يكن مستغرباً أن تتوالى اتصالات قادة العالم بالقيادة القطرية، وتتحول الدوحة خلال الأيام الماضية إلى قبلة للتحركات الدبلوماسية الغربية، وخاصة الأمريكية والفرنسية والبريطانية، حيث تقاطرت الوفود بحثاً عن رؤى توافقية لحل الأزمة التي تجاوزت أربعين يوماً، وما زال يدفع ثمن تداعياتها المؤسفة والمخجلة المواطن الخليجى أيضاً بمن فيهم مواطنو دول الحصار!لقد جاءت الوفود الغربية إلى الدوحة واستمعت عن قرب وبجلاء لرؤية قطر واقتنعت بسلامتها، وغادرت أكثر إيمانا بضروة السعي في طريق الحل الدبلوماسي للأزمة وفتح أبواب الحوار، ولكن جهودها للتسوية اصطدمت -للأسف- بتعنت الطرف الآخر الذي مازال ممعناً في سياسات التصعيد، والتضليل لإفشال تلك الجهود الدولية، بعد فشله في تقديم أدلة وقرائن اتهاماته الباطلة للدوحة، بينما المسؤولية القومية والأخلاقية كانت تحتم عليهم الترفع عن تلك السياسات التي تسيء إلى مبادئ منظومة مجلس التعاون وقيم الأسرة العربية.عموما يحسب للدوحة حتى الآن أنها كسبت احترام العالم وتعاطفه، بينما خسر الآخرون أنفسهم أمام شعوبهم وفي مواجهة الأسرة الدولية!