18 سبتمبر 2025

تسجيل

عيد بأية حال

17 يوليو 2015

تتقدم أسرة جريدة الشرق بالتهنئة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، وللشعب القطري والعالمين العربي والإسلامي، بحلول عيد الفطر المبارك.يحل عيد الفطر المبارك اليوم وحال الأمة لم يتغير.. فالأزمات ما زالت تعصف بالعالم الإسلامي من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، فدول الربيع العربي لا تزال تقاوم في سبيل حريتها وثوراتها، حيث تتعرض تونس لضربات موجعة في سبيل إنهاكها والحيلولة دون تقدمها الديمقراطي. ولا تزال مصر تتراجع بفعل الانقلاب نحو المزيد من القمع وحالة الاستبداد، وليبيا تتناوشها سهام الانقسام والتدخلات الإقليمية والدولية من كل جانب.. وسوريا وشعبها الذي قتلته وشردته آلة القمع الدموية، لا أحد يلقي لها بالا من الدول العظمى والمنظمات الأممية، فيما يغرق العراق أكثر في أتون الطائفية المقيتة، وفي اليمن الشقيق تسطو ميليشيا الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح مدفوعة بأجندة إقليمية في المنطقة العربية.يأتي العيد ومازالت قضية العرب والمسلمين الأولى تعاني الأمرّين في الداخل والخارج، يتآمر عليها الأعداء والأشقاء، معتدين ومحاصرين، في موقف مخزٍ للكرامة العربية والإسلامية، إلا من بعض الدول الفاعلة مثل قطر وتركيا اللتين تساندان القضية الفلسطينية بكل أشكال الدعم.والحال في دول العالم الإسلامي غير العربية ليس بعيدا عن ذلك، فالأقليات المسلمة تتلقى الطعنات من كل صوب وحدب، نتيجة طبيعية للضعف الإسلامي العام، في إفريقيا وآسيا، وتتعرض الأقليات في أوروبا للتضييق دون أي ذراع قوية تساندها من عالمنا الإسلامي، وفوق كل هذا ثمة حملة منظمة للنيل من أكرم البشر صلى الله عليه وسلم، والمسلمون مازالوا مشغولين بنزاعاتهم وصراعاتهم الطائفية والمذهبية البغيضة.إن الأمتين العربية والإسلامية تملكان كل مقومات النهضة والتقدم، من كنوز الأرض وقيم السماء، ومع ذلك تقبعان في ذيل الأمم؛ وما ذاك إلا بسبب التشرذم وحالة الانقسام.الأمة الإسلامية في أشد الحاجة إلى الوحدة والتلاحم والوقوف صفا واحدا من أجل استعادة كرامتها وعزتها، وأقصاها، والأهم من كل هذا تحرير عقولها وإرادتها، للانطلاق نحو تأسيس قوي يتصدى لحملات التشويه المتعمد لتاريخنا وأمتنا وقيمنا، ويبني مستقبلا حرا كريما.