08 نوفمبر 2025
تسجيليبكيني موقف مؤلم أراه حين يأتي شهر رمضان الفضيل وتمر أيامه يوماً بعد يوم والابن مشغول مع زوجته وأبنائه بأيام رمضان وبين الفطور والسحور ومتابعة المسلسلات والسهرات يمضي الشهر والأم تفطر كل يوم على ذكريات هذا الولد الذي لطالما عودته على الصيام، وكيف بدأ يكبر شيئاً فشيئاً ، وكانت كل سنة تتعب وتتفانى من أجله، وتنتظر طلباته بفارغ الصبر وبكل حب وتفان دون كلل أو ملل وبدون تذمر حتى، فالمهم هو سعادته وراحته، والمهم أن توفر له كل مايريد دون تأخر أو تردد، وحين كبر هذا الولد أدار ظهره لها أو بات لا يزورها إلا قليلا ولا يهتم بما تحتاجه ولا بما ينقصها ولا يفكر حتى في الإعتناء بها، فهي امرأة كبيرة لم يعد حديثها مسلياً مثل الزوجة، ولم تعد الحاجة إليها مثل الحاجة للزوجة، ولم تعد تقدر على خدمته وتلبية متطلباته كما كانت، هكذا للأسف الشديد أصبح تفكير الكثير من الشباب أو الفتيات حتى، ألهتهم الدنيا والأزواج والأولاد عن حقوق الأم، وبات كثير منهم لا يفكر في تلك الإنسانة التي حملته في بطنها تسعة أشهر، ووضعته وربته وهنا على وهن، صبرت وتحملت من أجل أن تراه كبيراً وقادراً على بدء حياة مستقلة، لكنها لم تكن تعرف أنها ستكون يوماً ما على هامش هذه الحياة، ولم تكن تعرف أن كل ذاك الحنان الذي غمرته به سيكون جفاءً ونسياناً وتجاهلاً منه، وبأن قلبها الذي احتضنه بكل نبضة فيه سيأتي عليه يوم يعتصر شوقاً لضمه، وبأن عيونها التي ذرفت دموعها عليه سنوات طويلة حباً وخوفاً وفرحاً منذ أن خلقه الله في هذه الدنيا سيأتي عليها يوم وتبكي حرقة غيابه والحرمان منه، فهذه دعوة في هذا الشهر الفضيل أن يتقي الله كل من له أم في هذه الدنيا، فما الدنيا إلا أم.