10 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) هنا تمثيل دقيق وجليل لحال المنافقين المفسدين ويوفي حقها من التهويل والتفظيع فإن تفننهم في فروع الكفر والضلال وتنقلهم فيها من حال إلى حال كمثل صيب ، والصيب : من الصوب وهوالنزول الذي له وقع وتأثير يطلق على المطر وعلى السحاب , ( من السماء ) وتعريفها للإيذان بأن انبعاث الصيب ليس من أفق واحد بل من كل آفاقها والمعنى أنه صيب عام نازل من غمام مطبق آخذ بالآفاق , ( فيه ظلمات ) أى أنواع منها وهى ظلمة تكاثفه بتتابع القطر وظلمة إظلال ما يلزمه من الغمام الأسحم المطبق الآخذ بالآفاق مع ظلمة الليل وجعله محلا لها مع أن بعضها لغيره كظلمتى الغمام والليل لما أنهما جعلتا من توابع ظلمته مبالغة في شدته وتهويلا لأمره وإيذانا بأنه من الشدة والهول بحيث تغمر ظلمته ظلمات الليل والغمام , ( ورعد وبرق )والتنوين في الكل للتفخيم والتهويل كأنه قيل فيه ظلمات شديدة داجية ورعد قاصف وبرق خاطف . ( يجعلون أصابعهم في آذانهم ) أي سدوها بجملتها لا بالأنامل كما هو المعتاد إيماء إلى كمال حيرتهم وفرط دهشتهم وبلوغهم إلى حيث لا يهتدون إلى استعمال الجوارح على النهج المعتاد وهذا بيان لأحوالهم الهائلة .( من الصواعق ) أي من أجل الصواعق المقارنة للرعد ,( حذر الموت ) والحذر والحذار هو شدة الخوف والموت زوال الحياة ( والله محيط بالكافرين ) أى لا يفوتونه كما لا يفوت المحاط به المحيط , شبَّه شمول قدرته تعالى لهم وانطواء ملكوته عليهم بإحاطة المحيط بما أحاط به في استحالة الفوت وهنا تنبيه على أن ما صنعوا من سد الآذان بالأصابع لا يغني عنهم شيئا فإن القدر لا يدافعه الحذر والحيل لا ترد بأس الله عز وجل وأن ما دهمهم من الأمور الهائلة المحكية بسبب كفرهم ، والكافرون المراد بهم المنافقون الذين لا مدفع لهم من عذاب الله تعالى في الدنيا والآخرة .(يكاد البرق ) هنا جواب لسؤال مقدر كيف حالهم مع ذلك البرق ؟ فقيل يكاد ذلك البرق ( يخطف أبصارهم ) أي يختلسها ويستلها بسرعة ( كلما أضاء لهم مشوا فيه ) أى كلما نور البرق لهم ممشًى ومسلكا مشوْا في ذلك الممشى خطوات يسيرة مع خوف أن يخطف أبصارهم وإيثار المشى على ما فوقه السعى والعدو للإشعار بعدم استطاعتهم لهما , (وإذا أظلم عليهم قاموا ) أى خفى البرق واستتر ( قاموا ) أي وقفوا في أماكنهم على ما كانوا عليه من الهيئة متحيرين مترصدين لخفقة أخرى عسى يتسنى لهم الوصول إلى المقصد أو الالتجاء إلى ملجإ يعصمهم وإيراد كلما مع الإضاءة وإذا مع الإظلام للإيذان بانهم حراص على المشي مترقبون لما يصححه فكلما وجدوا فرصة انتهزوها وفيه من الدلالة على كمال التحيروتطاير اللب ما لا يوصف , ( ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم ) أى لو شاء الله أن يذهب بسمعهم وأبصارهم لفعل ولكن لم يشأ لما يقتضيه من الحكم والمصالح , ( إن الله على كل شئ قدير ) وهى صفة تقتضي ذلك التمكن والقادر هو الذى إن شاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل , والقدير هو الفعال لكل ما يشاء كما يشاء لذلك لم يوصف به غير الباري جل جلاله .