13 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾. توافقت مواعظ لقمان الحكيم لابنه مع خصائص وسمات مرحلة الشباب، فأول تلك المواعظ وأهمها على الإطلاق، هي الموعظة الأولى، والتي تتعلق بالوحدانية والربوبية، فلقد حذر لقمان ابنه من أن يشرك بالله تعالى، ونبهه من هذا الظلم العظيم، فأي ظلم أكبر من أن يشكر الإنسان أو يعبد غير الذي خلقه ورزقه، وأي ظلم أكبر من أن يشرك الإنسان مع الله إله غيره، وأي ظلم أعظم من أن يساوي الإنسان بين الخالق العظيم، رب العالمين، عالم الغيب والشهادة، فاطر السماوات والأرض، وبين إنسان أو حيوان أو نبات أو جماد ضعيف لا يملك من أمره شيئاً، قال ابن كثير: (يقول تعالى مخبراً عن وصية لقمان لولده، وقد ذكره اللّه تعالى بأحسن الذكر، وهو يوصي ولده الذي هو أشفق الناس عليه وأحبهم إليه، فهو حقيق أن يمنحه أفضل ما يعرف، ولهذا أوصاه أولاً بأن يعبد اللّه وحده ولا يشرك به شيئاً، ثم قال محذّراً له (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، أي هو أعظم الظلم، فعن عبد اللّه بن مسعود رضي الله عنه، قال: لما نزلت ﴿الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم﴾، شق ذلك على أصحاب رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - وقالوا: أينا لا يظلم نفسه؟، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ليس هو كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان لابنه ﴿يا بنيَّ لا تشرك باللّه إن الشرك لظلم عظيم). وقد وجد الخبراء التربويون أن خلال مرحلة الشباب يميل الشاب إلى الشك في القيم الدينية التي تعلمها في مرحلة الطفولة أياًّ ما كانت ديانته، وقد يعجز عن فهم المعاني الدينية والفلسفية العميقة في بداية مرحلة الشباب، كما يبدأ بدخول الحوارات والنقاشات حول مسائل العقيدة والقيم والمبادئ التي تربى عليها، وخاصة إن كانت تربيته مبنيةً على العادات والتقاليد، لا على الفهم والقناعة.وأذكر عندما كنت بالمرحلة الجامعية، حيث كان بعض الطلاب متأثرين بالفكر الماركسي والشيوعي، فيقول أحدهم: "إن القرآن غير صالح لكل زمان ومكان، وأنه لا يحوي كل شيء، فهل تحدث القرآن مثلاً عن المرور، وذكر إشارات المرور"، وليس المقام هنا للرد على هذا التساؤل بقدر لفت الانتباه للتساؤلات التي قد يثيرها الشباب حول مسائل الدين والعقيدة، مع الإشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى قد أعطى مجالاً للإنسان أن يفكر ويبدع ويكتشف ويخترع حتى يعمر هذه الأرض، وجعل له عقلاً وقلباً يتدبر ويتفكر به.كما يقول "موريس دبس": (إن جميع علماء النفس متفقون على وجود علاقة بين أزمة التكليف وبين القفزة المفاجئة في المشاعر الدينية، في هذه الأوقات يشاهد نوع من الانبعاث الروحي حتى لدى أولئك الأشخاص الذين لم يكونوا متقيدين بالمسائل الدينية).لذا فالدعوة هنا للآباء والمربين أن يتحلوا بالصبر عندما تطرح عليهم مثل تلك التساؤلات من الشباب، وأن يتفهموا طبيعة تلك التساؤلات في هذه المرحلة السنية، وأن يجتهدوا بالبحث والمعرفة والعلم لكي يقدموا كل ما هو مقنع ومفيد للشباب.