شهر الانتصارات

يهل علينا شهر رمضان المبارك، هذا العام وما تزال الأمتان العربية والإسلامية تواجهان تحديات عديدة وأزمات تحيط بهما من كل جانب، فمن حصار قطر إلى المجازر الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة، فضلاً عن النزاعات والحروب المشتعلة في سوريا واليمن وليبيا، إلى جانب الانقسامات وتفشي الفساد والاستبداد في دول عديدة. يأتي الشهر الفضيل، والأمة تعيش واقعاً مريراً، فأراضيها مستباحة وإرادتها مرتهنة، ودولها أشد فرقة وانقساماً من أي وقت مضى، فيما يتسابق بعضٌ من قادتها إلى مواقف الاستِسْلام والتماس النصر من الأعداء. غير أن الأمة الإسلامية، وهي تستقبل الشهر المبارك، تدرك أنه أعظم الشُّهور، ففيه حقق المسلمون أعظم الانتصارات وأكثرها خيرًا وبركةً على الأمة الإسلامية مثل بدر والخندق وفتح مكة وغيرها، وفيه أُنزِلت الكتب السماوية على الأنبياء والمرسلين.  وهنا نتفاءل بأن يخرج قادة الأمة الذين يستعدون للمشاركة في القمة الإسلامية الطارئة بإسطنبول، يوم غد الجمعة، بقرارات تتنزل برداً وسلاماً على الشعوب العربية والإسلامية وتعبر عن تطلعاتها في مواجهة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وفي رأب الانقسامات وتعزيز وحدة الصف. نحتفل اليوم بإقبال شهر الصيام، ونحن نستلهم دعاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وهو يسأل الله لشعوبنا ما فيه الخير والبركات، والاستقرار والازدهار لأوطاننا". أعاد الله شهر رمضان على الشعب والأمتين العربية والإسلامية بالخير واليُمن والبركات.