12 سبتمبر 2025

تسجيل

روسيا تلاحق ترامب

17 مايو 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا يبدو أن علاقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحملته الانتخابية مع روسيا سوف تهدأ في أي وقت قريب، فبعد الكثير من التكهنات حول تأثير روسيا على الانتخابات الأمريكية والتي من أبرز تداعياتها فصل مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، الذي كان على اتصال بالروس قبل تنصيب ترامب، سارع ترامب بشكل مفاجئ بإقالة رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية FBI جيمس كومي، مع أن كومي يحظى بتأييد وقبول واسع بين الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء.ويعيدنا بالذهن ما فعله ترامب بفصل كومي، والتي أطلق عليها "مذبحة عصر الثلاثاء"، إلى "مذبحة ليلة السبت" عام ١٩٧٣ حين أقال الرئيس الأمريكي الراحل ريتشارد نيكسون حينها المدعي الخاص الذي كان يحقق في فضيحة ووترغيت ارتشيبالد كوكس، وكان من تبعات الإقالة هي استقالة الرئيس نيكسون قبل أن ينهي الكونجرس الأمريكي من إجراءات عزله.المشكلة تكمن في طريقة حُكم ترامب وقراراته الرئاسية التي يتفرد بها من جهة، ومن جهة أخرى فدونالد ترامب وكما يبدو يرجح كفة الولاء دومًا على كفة الكفاءة والاستقلالية، حتى في أكثر الأجهزة الأمريكية استقلالًا أي مكتب التحقيق الفيدرالي، ولعل من المثير للاهتمام أن ترامب فصل وعزل حتى الآن ثلاث مسؤولين جميعهم كانوا يحققون في علاقة حملته الانتخابية بروسيا، وهم سالي ياتس، بريت بارارا، وأخيرًا جيمس كومي.كيفية تعامل ترامب مع الأزمات الداخلية في واشنطن لا تفعل شيئًا سوى الإضرار به وبشعبيته كرئيس، فترامب بدأ رئاسته بشعبية وتأييد هما الأقل لأي رئيس أمريكي منذ الرئيس دوايت ايزنهاور عند نسبة 40 % بحسب استطلاع مؤسسة غالوب، هذا وقد أظهرت آخر استطلاعات الرأي الذي قامت به جامعة Quinnipiac الأمريكية في شهر مايو أن ترامب يحظى بتأييد يبلغ 36%، تلك الأرقام تعكس حالة عدم الرضا عن أداء الرئيس الأمريكي الذي يرى فيه البعض بأنه لم يوحد الأمريكيين ولم يردم الصدع بين الجمهوريين والديمقراطيين الآخذ بالاتساع حيال قضايا الشأن الداخلي الأمريكي، وحتى قضايا السياسة الخارجية. والآن ها هو موضوع تدخل روسيا يلاحقه مجددًا، ولا يلاحقه وحده، بل يلاحق الأسس والمؤسسات الديمقراطية. هنالك العديد من التكهنات حول تواطؤ روسي في حملة ترامب الانتخابية، لكنها تبقى تكهنات، إلا أن المؤكد أن هنالك حالة من التخبط يجب على القادة السياسيين في واشنطن وضع حد لها، لوقف المزيد من الفوضى في واشنطن.