13 سبتمبر 2025

تسجيل

متى تبدأ وأين تنتهي؟

17 مايو 2014

أن نفعل ما نريد، ومتى نريد فعله لهو كل ما يتوق ويسعى إليه أي فرد منا كل الوقت، وما يمكن بأن يسعى إليه أكثر وبسرعة أكبر هو السير دون أن يجد توجيهاً يدله على المسار الذي يجدر به سلكه، فالأمر لا يحتمل سوى مزاجيته التي يمكنه بها ضبط الأوضاع بحسب ما يريد تحت مفهوم (الحرية)، التي تُبيح له فعل ما يريد كما يريد، وهو ما يمكن بأن يرتطم وبفضله بعقبات أخرى ستؤثر عليه وذلك؛ بسبب اتساع مفهوم الحرية، الذي يجعله كثوب فضفاض يحمل بين ثناياه الكثير والكثير؛ لنعتبر منه، ونهتم به؛ كي نتجنب الوقوع في بئر الظلمات، حيث الظلم الذي لا يريده أي أحد لأي أحد إن كان يتمتع بعقلية (سوية)، وهو من سيفكر ملياً بهذا المفهوم، الذي يُبيح له ما يريد ولكن بشروط يترأس قائمتها: عدم المساس بحريات الآخر، بمعنى ألا يندفع المُطالب بحريته (بحريته) كما يحلو له حتى يتجاوز حدود حريات غيره، أي تلك التي يمكن بأن تتأثر سلباً بمن يتطاول عليها، ويتدخل بأدق تفاصيلها؛ لينتهي أمرها وهي عند خط البداية، وهو وبكل جد ما يستحق منا الوقوف عليه، بحكم أنه من مهام الزاوية الثالثة التي تقوم على ظهر مجموعة من الأهداف أهمها تطوير حياة الأفراد؛ كي تتقدم نحو الأفضل، وحين يكون الحديث عن الحرية، فلاشك أن تصويب مفهومه؛ كي يغدو واضحاً وسليماً لابد وأن يكون من أولويات الصفحة، وهو كل ما أكد علينا ضرورة تناول هذا الموضوع اليوم، خاصة أن بيننا من يتناول هذا المفهوم بطريقة خاطئة ويفعل ما يحلو له كل الوقت دون أن يلتفت للآخرين ولحاجاتها التي ومن الممكن بأن تتعرض للأذى بسببه. ولعل ما يحتاجه منا موضوع (الحرية) هو أن نؤكد على حاجته في حياتنا وفي كل المجالات بشكل لا يتعارض مع الآخرين، وذلك من خلال بث ثقافة الإدراك، فالمشكلة أن منا من يدرك الحرية، ولكنه لا يدرك كيفية استخدامها، ولا يحاول إدراك ذلك أصلاً، ولأن الجهل يسيطر على الوضع نجد الكثير من الأضرار التي تقع على الآخرين دون أن نتمكن من إنقاذ الموقف بكامله حتى نحصل على المساعدة المطلوبة، التي ندرك بأننا نملكها، ولكننا بحاجة إلى من يزودنا بخبرته من خلال صفحة هذا اليوم، التي تحمل لنا الكثير من الفائدة التي وردتنا من خلالكم، فإليكم ما هو لكم أصلاً. كلمة أخيرة: إن مفهوم الحرية لا يُغرس وبشكل صحيح في مجتمعاتنا أغلب الوقت، فهو إما أن يُدفن فلا ندركه؛ لنلتفت إلى الصمت بدلاً عنه، وإما أن يكون سلاحاً نجرح به غيرنا، والحق أن أفضل ما يجدر بنا فعله هو التعرف عليه جيداً؛ كي نعرف معه ما هو لنا وما هو علينا.من همسات الزاوية الثالثة لك أن تعيش كما يحلو لك، ولكن ضمن إطار ما شرعه الله لك ومع كل تفاصيل حياتك الدقيقة، فلا تظلم أو تتسبب بوقوع الظلم على غيرك. ولك أن تفعل كل ما يحلو لك كما يحلو لك ولكن شريطة أن لا تتعارض حريتك مع راحة غيرك ممن يشاركك الحياة، فتظلمه وأنت لا تدرك ذلك. ولك أن تكون كما تريد أن تكون ولكن بما يُرضي الله ولا يُثير غضبه وسخطه، وتذكر بأنك وإن التزمت بكل ما سبق فستنعم بحياة سعيدة ستشعر معها بأنك في جنة الله على الأرض.