16 سبتمبر 2025

تسجيل

هل نبقى ستة أم ماذا؟

17 مايو 2011

الخليج العربي بما يملكه من ثروات طائلة واستقرار سياسي أصبح مقصد الكثيرين؟؟ وبعد هذه الثورات المباركة التي أطاحت ببعض الطغاة الذين سرقوا البلاد والعباد وكانوا حجر عثرة أمام كل مسعى يقارب الشعوب العربية وهم غير مأسوف عليهم مثل حسني مبارك.. وهؤلاء المسؤولين العرب أتوا لدول الخليج ربما من أجل طلب المساعدات الاقتصادية بسبب الخسائر الكبيرة التي لحقت بالاقتصاد من جراء انشغال الشباب بالثورات ولا سيَّما في مصر العربية وما لحق بالسياحة من خسائر كبيرة ومختلف القطاعات الأخرى، وهذه المساعدات ضرورية حتى تسترد مصر العروبة عافيتها وتستعيد الأموال الضخمة المسروقة ودورها الريادي في العالم العربي الذي مسحه حسني مبارك من أجل مصالحه الشخصية ومصالح زمرته، وبعض الأنظمة العربية ترى في دول الخليج طوق نجاة من ثورات قادمة قد تجتاحها خلال الأشهر القادمة فهناك أنظمة آيلة للسقوط في القريب العاجل.. فمهما قَتلت وتَجبرت واكتسبت الوقت من أجل إخفاء الثروات أو ضمان عدم الملاحقة القانونية فهم ساقطون في الدنيا والآخرة والدور على البقية التي لم تحسن صنعاً مع شعوبها، بل البعض يرغب في الانضمام لمجلس التعاون الخليجي من أجل هذا الهدف فوق الهدف الاقتصادي المعروف، كما ان دول الخليج ترغب في إنقاذ أنظمة أخرى سياسياً واقتصادياً قبل أن تأتيها رياح الثورات العاتية في دعوتها للانضمام لدول مجلس التعاون الخليجي حتى ولو لم يكن هناك رابط جغرافي أو قرابة، والبعض يرغب بالدخول من بوابة إيران وتدخلها في شؤون بعض دول الخليج فإيران ترتبط بدول الخليج منذ الأزل بعلاقات أخوية وحدود جغرافية ولا يستطيع أحد أن يغير هذا الواقع، ومن مصلحة الجميع أن تكون علاقة إيران والخليج أخوية مبنية على الاحترام المتبادل بعيدا عن التدخلات بحجج طائفية وعقائدية.. ومن الحماقة أن تُعادي إيران دول الخليج أو العكس، فلا بد أن تحمي دول الخليج نفسها بنفسها وهذه الثروة الطائلة التي لا تعرف بعض الدول ماذا تعمل بها كفيلة بذلك فلا يجب أن تعتمد على أحد في أمنها، فإلى متى نعتمد على الآخرين؟؟؟ فقد تكون ترغب بضم بعض الدول العربية من أجل هذا الهدف، ولكن الجميل في مجلس التعاون أن يبقى بدوله الست وعلى كل دولة أن تحل مشاكلها مع مواطنيها فهم جزء من كيانها فهل يستطيع أحد أن يقطع جزءا من جسده؟؟ ولا تحمل الآخرين مشاكل يمكن حلها بالحوار الجاد من الجانبين الذي يراعي مصلحة الوطن والمواطن دون تفرقة ،كما ان الوضع المعيشي لا تستطيع أي دولة من خارج الخليج أن توفره لمواطنيها حتى إن بعض دول الخليج ضعيفة اقتصادياً تحتاج للمساعدة وما العشرة مليارات لعُمان والبحرين الا دليل على ذلك، فمجلس التعاون يجب أن يقف مع جميع الدول العربية بنفس المسافة وهذا توجه دولة قطر الذي تنادي به منذ سنين وسنين "كيان عربي واحد" حتى ولو كان لبعض زعماء الخليج مصالح في بعض الدول العربية من أجل الاستجمام وممارسة هواية الصيد السنوية فليس ذلك مبرر، وهذه الدول ترتبط بكيان خاص بها، فهناك الكثير من مواطني دول الخليج أرهقتهم الديون وارتفاع الأسعار وصعوبة إيجاد المسكن المناسب وارتفاع تكاليف الزواج دون ضابط ورادع من أحد، كما تفشت البطالة والأسعار المرتفعة بصورة عامة فهم أحوج لهذه الأموال التي تُعطى للآخرين وينطبق عليها المثل المعروف عين عذاري إلى آخره؟؟!!!! لكن في ظل جامعة عربية قوية تجمع العرب جميعاً أفضل من التكتلات ووجود أمين عام يتمتع بالقبول وقوة الشخصية والحنكة السياسية. وأنا أتمنى فوز الأستاذ عبد الرحمن العطية بهذا المنصب حتى يواصل مسيرة قطر في إصلاح هذا الكيان المُتهالك الذي كان السبب في تهالكه المخلوع مبارك وغيره كثيرون.. وآخر الكلام نتمنى من مجلس التعاون أن يقدم المزيد لشعوبه بالنسبة لهذه الثروة الكبيرة وعدد السكان القليل ومن ثَمَّ يفكر في الآخرين حتى لا يقال دار لقمان على حالها، كما نتمنى من المستشارين السياسيين أن يقدموا النصح والمَشورة الصائبة التي تعود على شعوب الخليج بالخير في هذه المرحلة الحساسة أفضل من الهروب من الواقع الذي يجب أن ينظر في تغيّره بمزيد من المشاركة الشعبية ومزيد من الحريات وعدم إشغال الشعوب في مواضيع أخرى فهي تعلم ما يدور حولها جيداً.. وهذا رأي من قلب صادق عبر السلطة الرابعة التي للأسف في العالم العربي ليس لرأيها أي اعتبار ولا يسعني الا أن أقول اننا نكن لزعماء خليجنا الستة كل احترام وتقدير وأن يبقوا كذلك ستة فإذا كثرت النواخذة ربما يغرق المركب، وخيراً فعلت قطر عندما انسحبت من الوساطة في الشأن اليمني فهذا الرئيس الذي أتلف القات مخه وأصابه بلوثة عقلية وتناسى ما قدمته قطر لليمن وهو لا يصغي لصوت العقل وربما بعض الدول تريد بقاءه. [email protected]