24 سبتمبر 2025

تسجيل

التهدئة ونهج الحوار في السودان

17 أبريل 2023

لليوم الثاني على التوالي يعيش الشعب السوداني الشقيق، على وقع تصعيد عنيف للمعارك العسكرية الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وعدد من ولايات البلاد، حيث سقط مئات الضحايا قتلى وجرحى جراء الاشتباكات المسلحة التي تزداد خطورة، مما يهدد بتفاقم الاوضاع بما يضع السودان الشقيق في منعطف ينذر بتداعيات خطيرة على الصعيدين الداخلي والإقليمي. ومع اشتداد قتامة صورة الاوضاع، وتصاعد القلق البالغ جراء التطورات الميدانية المتسارعة هناك، بدأت تنشط تحركات دولية وإقليمية (عربية وأفريقية) في مسعى لتفادي السيناريوهات الأسوأ والعمل من أجل تهدئة التصعيد وحث الاطراف السودانية على الاحتكام لصوت العقل وممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وفي هذا السياق، وبينما تتصاعد الدعوات والمناشدات من الاشقاء والأصدقاء للتهدئة، عقد مجلس جامعة الدول العربية، اجتماعا طارئا،على مستوى المندوبين الدائمين، حيث دعا الى ضرورة الوقف الفوري لكافة الاشتباكات المسلحة حقنا للدماء وحفاظا على أمن وسلامة المدنيين ومقدرات الشعب السوداني، كما أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اتصالين هاتفيين مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، داعيا إلى إنهاء التصعيد، بينما عرضت مصر وجنوب السودان الوساطة بين الجانبين. ودخل الاتحاد الافريقي على خط الجهود المبذولة لوقف التصعيد، حيث أعلن عقب اجتماع طارئ لمجلس الأمن والسلم أن رئيس مفوضيته موسى فكي محمد سيتوجه فورا إلى السودان للتحدث مع الطرفين بشأن وقف إطلاق النار، داعيا الجيش والدعم السريع إلى حماية المدنيين. إن طرفي النزاع في السودان الشقيق يحتاجان في هذا الوقت العصيب الى الاصغاء الى دعوات ومناشدات الدول الشقيقة والصديقة، بتغليب المصلحة العامة والعمل تجنيب المدنيين تبعات القتال، والعمل على انتهاج سياسة الحوار واللجوء إلى الطرق السلمية لتجاوز الخلافات.