19 سبتمبر 2025

تسجيل

بعض الاستطلاعات

17 أبريل 2017

بالنسبة للثقافة، أو الكتابة، ومن الأسئلة التي تحتل مكانا مميزا في استطلاعات الرأي، مسألة الجوائز الأدبية، فهذا الاستطلاع، طرح ويطرح باستمرار، في أي وقت تعلن فيه نتيجة مسابقة، أو تخرج قائمة من القوائم، كما أنه، أي موضوع الجوائز عندنا في السنوات الأخيرة، بات محورا للمقالات الثقافية والتقارير الإخبارية التي يصيغها المحررون، وينشرونها في صحف ربما تكلفهم، أو لا تكلفهم بتلك التقارير، وحقيقة لا أود التقليل من شأن استطلاع للرأي يسأل مثلا عن أهمية جائزة البوكر للأدب العربي؟ وهل تبدو قيمتها المالية مناسبة؟ والسؤال نفسه عن جائزة كتارا، وجائزة العويس، وجائزة الشيخ زايد، وكل تلك الجوائز التي يبدو بعضها مزركشا ولامعا، وبعضها لا نعرف عنه أي شيء، ونفاجأ حين يكتب أحدهم في موقع للتواصل: باركوا لي، حصلت على جائزة كذا.قلت إنني لا أريد التقليل من شأن استطلاع كهذا، لكن أيضا الإجابة أو الإجابات المستخلصة من كثيرين، يتم سؤالهم، لن تجدي شيئا، فلن تتغير تفاصيل تلك الجوائز، إن مدحناها بسخاء أو أسهبنا في وصف سلبيات لها، لن تصبح البوكر مثلا، مسكينة، وتنقاد لحالمين يودون الحصول عليها، لأننا قلنا، إنها لا تحقق طموح الكثيرين، ولن تسهل العويس قليلا من آليات الترشح لها، بحيث تمنح لمبدع عن أعمال معروفة قدمها، بدلا من شحن عشرات الكتب إلى عنوانها. الحديث إذن بلا جدوى، ويصبح مجرد حديث فقط.أيضا وبمناسبة العام الجديد، يأتي استطلاع سنوي عن أفضل الكتب التي قرأها أحدهم في عامه الماضي، وهذا استطلاع جيد، إن أخذ بجدية لأنه يلفت الأنظار لكتب ربما كانت فعلا جيدة، ولم ينتبه إليها كثيرون، وأزعم أن قراءات بعض الزملاء، التي عثرت عليها في استطلاعات هذا العام، لفتت نظري إلى أعمال، لم تكن من ضمن خطة قراءاتي، وكانت أعمالا جيدة. فقط يصبح هذا الاستطلاع أيضا بلا جدوى حين نتحدث عن أعمال الأصدقاء بحب، لأنهم أصدقاء، ولا نأتي بذكر أعمال من هم بعيدون عنا، رغم ما تستحقه.