12 سبتمبر 2025
تسجيلمما لايخفى على أحدنا أن العلاقة الزوجية تعد من أقوى العلاقات البشرية وأكثرها تقارباً، وقد سماها الله تعالى (ميثاقاً غليظاً) وبالتالي فان هذا التقارب والارتباط والتواجد الدائم مع هذا الشريك يحتم على الطرفين أموراً كثيرة من واجبات وعطاءات وتضحيات من أجل أن يصل الطرفان لنقطة التقاء في الوسط حتى تستمر الحياة وتدوم العشرة بينهما.ومن أكثر الأمور التي قد تكون نقطة خلاف بين الزوجين، حتى تصل بعلاقتهما ربما للانهيار، قضية تمسك كل منهما بآرائه الخاصة دون قابلية للتعديل من الشريك أو حتى التعاطي معه، وهنا يصنع هذا الجمود الفكري وفقدان المرونة في الأفكار والآراء سوراً جليدياً يحطم العلاقة الزوجية، فكم رأينا من بيوت كانت تغرق في بحر الجمود، وكان طوق النجاة قريباً جداً منها، ولكنها عجزت عن الوصول إليه. وصدق (لا وتسو تاوتيه) حين قال (إن الشخص الذي يبالغ في التمسك بآرائه لا يجد من يتفق معه).إن الشريك العاقل هو الذي يفتح عقله وقلبه للتعاطي مع شريكه، فيعطي ويأخذ منه، ويجعل من الحوار حواراً هادفاً مبنياً على الاتفاق بين شخصين يركبان في نفس المركب، مصلحتهما واحدة وطريقهما واحد وهدفهما واحد، وهو الوصول بهذا المركب لشاطئ النجاة، وعيش حياة هانئة يسودها الاحترام والتبادل الفكري البناء الذي من شأنه أن يعين كلا الطرفين على عقبات الحياة وليس العكس، ومن شأنه أن يدعم أواصر الود والحب بين الزوجين، وهذا هو الهدف الأسمى.