13 سبتمبر 2025

تسجيل

كرتنا القطرية تنوحُ قاريًّا

17 أبريل 2014

لم يلعبْ السدُّ ولخويا بمستوى تمثيلِـهِـما لبلادِنا في البطولةِ الآسيويةِ، حينَ أصرَّ فريقاهما، بأدائهِما الهزيلِ، على التَّمَـرُّغِ في الخسارةِ الثقيلةِ الـمعيبةِ بنتيجة 5 / 0 للخويا أمامَ العينِ الإماراتيِّ، و 4 / 0 للسدِّ أمامَ سَبهانَ الإيرانيِّ. وكان ذلك مؤشراً ذا دلالةٍ بالغةِ الأهميةِ على أنَّ دورينا ضعيفٌ فنياً، وترتيبَ الفِـرَقِ فيه لا يعني إلا تفاوتاً في هبوطِ الـمستوياتِ الفنيةِ بين ضعفاء في أعلى الترتيبِ وأشدِّ ضعفاً في أسفلِـهِ. نتساءلُ عن فريقِ لخويا، بطلِ الدوري، الذي كانت مباراتُه أمامَ نادي قطر في الجولة الأخيرة من عمر الدوري إشارةً إلى أنه فريقٌ لا يبرزُ إلا بين الأضعفِ منه مستوًى فنياً، وأنه يفتقدُ روحَ المنافسةِ، وجاءت الخسارةُ الثقيلةُ أمام العين ًًدليلاً على صحةِ آراءِ أشدَّ منتقديه. فبماذا ستُبرر إدارتُـه هذا التهاونَ والتشتتَ وغيابَ الروحِ في صفوفِهِ؟ ، وهل ستشكو من افتقارِهِ لـمحترفينَ أو إمكاناتٍ ماليةٍ؟. فلخويا نادٍ يضمُّ فريقاً أولَ للقدمِ معظمُـهُ من الـمحترفينَ، ولا همومَ لدى مدربِـهِ وإدارتِـهِ في تطعيمِهِ بأكثرِ اللاعبينَ مهارةً وأرفعِـهم مستوًى فنياً. إنَّ الأمرَ يتعدى الحديثَ عن مُبرِّراتٍ ليصلَ إلى وجوبِ إعادةِ النظرِ في الفريقِ كلِّـه وإصلاحِ مواضعِ الخللِ في تركيبتِـهِ.أما السدُّ، فالأمرُ بشأنِـهِ أشدُّ إيلاماً، ويعتصرُ القلوبَ حَسْـرَةً على أنديتِـنا الجماهيريةِ، فمصيرُ استمرارِهِ في البطولةِ صارَ مرهوناً بحساباتٍ مُفْـتَـرَضَـةٍ لنتائجِ مبارياتِ الآخرينَ، وليسَ إلى أداءِ لاعبيه. وهذا واقعٌ لا يليقُ باسم النادي الكبيرِ وتاريخِـهِ، ولا تعنينا تصريحاتُ الـمدربِ وتبريراتُـه، فقد تَـبَـيَّـنَ لنا ضَعفُ مستوى الفريقِ فنياً في مباراتِه أمام الهلالِ السعوديِّ ،لكننا آثّـرْنا انتظارَ مباراتِهِ أمامَ سبهانَ فتهاوتْ آمالُـنا في جدارةِ عموتة بتدريب عيالِ الذِّيب الذين قَلَّـمَـتْ الخسارةُ الثقيلةُ مخالبَـهُم.هل يُرادُ منا الحديثُ عن ضَعفِ الروحِ القتاليةِ، وانعدامِ الفاعليةِ في جميعِ الخطوطِ، وعدمِ وجودِ جملٍ تكتيكيةٍ أو تخليقٍ للهجماتِ، وسواها من الأمورِ الفنية؟، أقولُ إنَّ ذلك كُلَّـهُ ليس ذا أهميةٍ، لأنَّ القلوبَ في الشارعِ الرياضيِّ نزفَتْ كثيراً خلال بطولةِ الدوري بسببِ هبوطِ الـمستوياتِ الفنيةِ للأنديةِ، وكنا ننتظرُ أنْ يُوقِـفَ إنجازٌ خارجيٌّ النَّـزْفَ، فجاءتْ نتائجُ مباراتَـيْ السد ولخويا لتُجَـدِّداهُ بصورةٍ أشدَّ. كلمةٌ أخيرةٌ: عندما يلعبُ نادٍ في بطولةٍ خارجيةٍ فإنَّ القلوبَ تحتضنُـهُ لأنه يلعبُ باسمِ وطنٍ كاملٍ ويمثلُ كرتَـنا القطريةَ، وكم من نادٍ يُشقي القلوبَ التي تحتضنُهُ، ويُجَـدِّدُ الجراحَ فيها.