14 سبتمبر 2025
تسجيلمن وراء التفجير الأخير الذي وقع في بوسطن يوم أمس؟ الإجابة لا تزال معلقة! والأدعية لا زلت ترسل إلى السماء ألا يكون المتهمون محسوبين على المسلمين والعرب؟! لكن المعركة الأخرى لا زلت مستمرة، انتقلت فيها حرب الإعلانات في الشوارع من أوروبا إلى بعض مدن الولايات المتحدة، وهناك غالبا ما تكون المعركة قذرة، يحاول كل طرف أن ينتصر على الآخر بالضربة القاضية، وإذا لم تعرف قواعد اللعبة السياسية والإعلامية من الأفضل أن تبتعد أو تترك الساحة لمن يعرف كيف يلعبها بحرفية واقتدار. انها اكبر الإشكاليات التي يعاني منها العرب والمسلمون في الولايات المتحدة، لذلك لم يطرأ تحسن على الصورة السلبية النمطية التي التصقت بهم خلال 100 سنة في الذهنية الأمريكية وازدادت قتامة بعد أحداث سبتمبر 11 ولم تتغير كثيرا حتى بعد انطلاق قطار الثورات في العالم العربي؟!الحكاية بدأت في مدينة شيكاغو بظهور لوحات إعلانية على جانبي الحافلات، صممها الفرع المحلي لجماعة الدعوة الإسلامية الوطنية، ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، تهدف إلى تعزيز معنى غير عنيف لكلمة "الجهاد" وكيف تطبق في الحياة اليومية من دون أن تعني التسبب بالأذى للنفس والآخرين. احد هذه الإعلانات يظهر فيه امرأة محجبة وهي ترفع الأثقال وتقول: "جهادي هو أن أحافظ على لياقتي البدنية على الرغم من التزاماتي المهنية الكثيرة". في الطرف المقابل خرجت لوحات إعلانية مضادة لمؤسسة "مبادرة الدفاع عن الحرية الأمريكية" المؤيدة لإسرائيل، لمحاربة حملة "جهادي" التي تعتبرها محاولة لتبييض صفحة الجهاد وتبرير الهجمات العنيفة في جميع أنحاء العالم. واقتبست أقوال من بن لادن وفيصل شاه زاد. يقول احد الإعلانات: "قتل اليهود هو العبادة التي تجعلنا أقرب إلى الله"، في اقتباس لمحطة تلفزيون حماس، ثم تختم: "هذا هو جهاده. ما هو جهادك؟"المعضلة أن معظم الذين يتصدون لتحسين صورة العرب والمسلمين اغلبهم يملك إمكانيات متواضعة مادية وفكرية وثقافية والقليل من الخبرات السياسية والإعلامية، بينما يبقى المحترفون والقادرون يتفرجون من بعيد وكأن الأمر لا يعنيهم، والأدهى والأمر أن تصرف دول عربية وخليجية مليارات الدولارات على شراء الأسلحة الأمريكية ولا تفكر بتخصيص 1 % من العمولة لتحسين صورتها السلبية؟! فلا عجب لماذا تلتصق التهم بالعرب والمسلمين حتى لو كانوا براء منها؟!