16 سبتمبر 2025

تسجيل

توتير عالم القليل الكثير

17 أبريل 2012

كلما اتسعت دائرة المعارف، زادت المعرفة وتلونت بحسب ما تضيفه علينا تلك الدائرة، وهو ما يحدث معنا وبشكل يومي نتيجة لاتساع حيز التطور الذي نشهده، ويؤكد لنا أن الحياة لا تزال تملك المزيد، وأن هناك الكثير في جعبتها لنتعلمه منها ونُعلمه لمن فيها، والأدلة على ذلك صريحة وواضحة كقرص الشمس، لا خلاف عليها أبداً، وكل ما في الأمر أننا نتجاهلها أحياناً، فلا نراها إلا حين نشعر بأننا نريد ذلك فعلاً. إن ما قد بدأنا ملاحظته في الفترة الأخيرة هو أن المعرفة قد صارت تنهال علينا وبشكل جلي من كل حدب وصوب، الأمر الذي يُبشر بزيادة حقيقية لحجم ما نتمتع به من خبرة حياتية وإن أخذت العديد من الأشكال، إلا أنها ستظل وحتى النهاية حصيلتنا التي نتمتع بها، وتعبر عنا. منذ أعوام ليست بالبعيدة، ظهر على الساحة ما يُعرف بـ Twitter ؛ ليقدم للعالم جديداً يسعى إلى تقديم جملة من الأهداف، متى حُققت لضمن المجتمع حقه من أفراده، وما يملكونه من خير سينهض به وبهم، وهو ما يتضمن أيضاً (تغريدات) بآخر الأخبار التي يرغب بها أصحابها، وهي تلك التي كانت ولا تزال تصلنا بعد خوضها لعدة مراحل تجعلها تخرج مغلفة بميولهم ورغباتهم، حتى امتد الأمر ووصل بنا إلى مشارف هذه اللحظات، التي صرنا نشهد فيهاً تألقاً رائعاً في الجانب المعرفي، الذي صار ينمو من خلال ما يغذيه من مدخلات بسيطة جداً من حيث الحجم، ولكنها وفي المقابل دسمة ومغذية وبحق، فتخرج إلينا مُلَخِصة كل العلوم والخبرات الشخصية التي تُحسب على قائمة المقتنيات القيمة، وتدخل علينا في لحظات، في حين أنها قد سبق لها وأن تطلبت الكثير من الوقت والجهد منهم؛ كي تكون لهم، ولكنها ومن جديد خرجت منهم ووصلت إلينا بصورة مبسطة جداً جعلتنا نغرد بما يُعرف بـ (القليل الكثير)، إذ ان الكم الذي يسمح به Twitter وهو ما يعادل 140 حرفا، يُجبر الكلام على أن يلتزم بشرط تقديم (ما قل ودل)، وهو ما يعني أن العلم الذي لابد وأن يصل إلينا لابد له وأن يكون ملخصاً وعظيماً في نفس الوقت، وهو ما سيجعلنا نكسب الكثير والكثير قي القليل من الوقت، والجميل أن ما يصلنا يخرج من عقول مفكرة ومدبرة، تدرك تماماً قيمة ما تقدمه للآخرين؛ كي ينهض بهم وبمجتمعهم، والحمدلله أن لنا من هذه الزمرة جملة من النماذج المشرفة التي تغرد بما يسر العقل ولا يضره وبفضل من الله. رسالة لكل مغرد لا يعني وقوفك على مساحة تبيح لك حق الكلام أن تنطق بما شئت؛ لأنك وإن فعلت لمارست حقك من التحدث دون أن تراعي حقوق غيرك من فعل ذات الفعل، الذي يحتاج إلى (جملة ممن يجيدون الإنصات)، وهي تلك العملية التي توفر لنا وفي المقابل مساحة لتطبيق ما قد قُدم، أو النظر فيه وبشيء من الجدية. Twitter هو العالم الكبير بعدد من يدخله، ويحاول إدخال الكثير من المعلومات المختلفة والجديدة على رواده، وهو أيضاً العالم الصغير الذي يبدأ من صندوق تُدخل فيه من الحروف ما لا يتجاوز 140؛ كي تدخل به إلى العالم الكبير، وتجذب منه من يدرك قيمة ما تكتبه أصلاً، وتبقى الأمنيات بأن نجد من يدرك كل ما قد ذُكر مني في هذا المقال، الذي ينادي بتقديم ما يعبر عنا ولكن بصورة مشرفة تشرفنا، وتشرف من يتابعنا فعلاً. وما الجديد؟ الجديد أنه يتوجب عليك وعلى كل من يدرك المعنى الحقيقي لكلمة (مسؤولية) أن يعود إلى تلك الكلمات السابقة ويتابعها جيداً؛ كي يدرك ما يتوجب عليه فعله، وليوفق الله الجميع لكل خير. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]