11 سبتمبر 2025
تسجيلبرزت خلال الأسابيع الأخيرة سلسلة مواقف ملفتة بتباعد موقف الرئيس بايدن وقيادات إدارته بتوجيه انتقادات بدأت ناعمة وقيادات الكونغرس من حزبه الديمقراطي مع إصرار نتنياهو وحكومة الحرب اليمينية المتطرفة رفض هدنة إنسانية، ووقف إطلاق نار مؤقت. واليوم تناقش الولايات المتحدة مشروع قرار لوقف فوري وطويل الأمد لإطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى وإدخال مساعدات على 3 مراحل كل منها 6 أسابيع حسب مطالب حماس. وذلك بسبب الضغوط الأمريكية والأوروبية والدولية. مع تصاعد الضغوط على بايدن وانتزاعه الأصوات الكافية لترشيح حزبه رسميا لانتخابات الرئاسة في نوفمبر، عمد الرئيس بايدن لاتخاذ مواقف واطلاق تصريحات تظهر التباين وإرسال رسالة أنه طفح الكيل من عناد وتمرد إسرائيل على الراعي والداعم الأمريكي وانضم لبايدن قيادات الديمقراطيين يتقدمهم زعيم الأغلبية السناتور اليهودي تشك تشومر. سبق أن اتهم الرئيس بايدن إسرائيل بشن قصف عشوائي وتجاوز الحدود في العمليات العسكرية-وارتفاع عدد الضحايا بشكل غير مقبول- ورفض إدارة بايدن اجتياح رفح المتكدس فيها 1.5 مليون فلسطيني من النازحين. وفرضت إدارة بايدن عقوبات غير مسبوقة على مستوطنين متطرفين وعلى بؤرتين استيطانية لممارستهم العنف والاعتداءات على الفلسطينيين في الضفة الغربية. واتخذت إدارة بايدن مواقف تصعيدية واضحة وإن كانت محدودة التأثير في تغيير سلوك نتنياهو ومتطرفي تحالفه. واستضافت إدارة بايدن الوزير غانتس وزير الدفاع السابق وعضو مجلس الحرب. واستقبل بحفاوة والتقى نائبة بايدن وقيادات برغم رفض واحتجاج نتنياهو. يحضرونه بديلا عن نتنياهو؟! وتدعم إدارة بايدن الخلافات داخل الائتلاف المتطرف بمقترح غانتس تجنيد الحريديين المتطرفين-المستثنين من الخدمة في الجيش. ويدعم زعيم المعارضة لابيد غانتس. فيما اتهم نتنياهو غانتس بالعمل على زعزعة تماسك التحالف الحكومي. وأكد تقرير الاستخبارات الأمريكية صعوبة هزيمة حماس! ساهمت موجة غضب واستياء الجالية العربية والمسلمة بالامتناع عن التصويت للرئيس بايدن في انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية في ولاية ميشيغان بإطلاق جرس إنذار مدوٍ-وصف عبدالله حمود عمدة مدينة ديربورن على شبكة سي ان ان الإخبارية-نتنياهو «بمجرم حرب وفاشي»! ديربورن من ضواحي مدينة ديترويت كبرى مدن ولاية ميشيغان عاصمة صناعة السيارات في العالم تقطنها أكبر جالية من العرب والمسلمين الأمريكيين ينحدرون من اليمن ولبنان والعراق ومصر وغيرها من الدول العربية والإسلامية. وكان ملفتاً في الانتخابات التمهيدية قبل ثلاثة أسابيع-تصويت100 الف=13% من الناخبين الديمقراطيين»غير ملتزم» للرئيس بايدن! في رسالة احتجاج وغضب لموقفه المنحاز والمتواطئ والداعم لحرب إسرائيل على غزة- واستخدام الفيتو أربع مرات في مجلس الأمن في الأمم المتحدة لإحباط مشاريع قرارات وقف الحرب فوراً! حرك جرس إنذار قيادات الحزب الديمقراطي في الكونغرس وخاصة الجناح التقدمي في الحزب للضغط على بايدن وإدارته لوقف حرب الإبادة التي تجاوزت فيها إسرائيل جميع الحدود وسقف القتل حيث قتلت آلة الموت الإسرائيلية بسلاح ودعم إدارة بايدن أكثر من 32 ألفا و8 آلاف مفقود تحت الانقاض وأصابت أكثر من 73 ألفاً وأدت لنزوح 90% من سكان غزة. تحاصرهم إسرائيل في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع على حدود مصر. وتمنع قوافل المساعدات والغذاء والدواء والماء والوقود لتوليد الكهرباء وتشغيل المستشفيات التي أخرجتها إسرائيل عن الخدمة. ما اضطر أمريكا لإنشاء مرفأ مؤقت في غزة لإيصال المساعدات بحراً من قبرص والقيام بإسقاط المساعدات جواً بالبراشوت برغم تكدس آلاف الشاحنات التي من السهولة إدخالها عن طريق معبر رفح البري!! وبرغم ذلك تستمر إسرائيل بارتكاب مجازر باستهداف متعمد للمدنيين العزل الجوعى المتجمهرين لاستلام المساعدات بإطلاق الرصاص الحي عليهم وقصفهم وقصف منازلهم ما أدى لارتقاء مئات الشهداء في دوار النابلسي في دوار الكويت في مدينة غزة وفي رفح وخانيونس. حتى المساعدات وأكياس الطحين صارت مضرجة بدماء الأبرياء المتجمعين لإحضار لقمة عيش وكيس طحين لعائلاتهم التي تتضور جوعاً في شهر رمضان المبارك. لكن كان أكبر تباين في الموقف الأمريكي تجاه إسرائيل الانتقادات اللاذعة من زعيم الأغلبية الديمقراطيين السناتور تشك شومر أرفع زعيم يهودي في الولايات المتحدة.الذي طالب بإجراء انتخابات مبكرة واتهم نتنياهو بأنه ضل الطريق وبات يشكل عقبة أمام السلام وحل الدولتين. وخاصة أن نتنياهو يتحالف مع اليمين المتطرف ما يجعله يرضى بتصاعد الكارثة الإنسانية وارتفاع عدد الضحايا في غزة. واتهم الوزيرين المتطرفين بن غفير وسموترتش بمساعدة حدوث ذلك. وختم خطابه الناري والناقد بالتحذير أنه «لا يمكن بقاء إسرائيل إذا صارت دولة منبوذة». وطالبت السناتور الديمقراطية اليزابيث ورين بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح. وكان السناتور المخضرم بيرنيساندرز اليهودي وجه انتقادات قاسية لجرائم إسرائيل منذ بداية الحرب-وطالب بوقف تمويل إسرائيل وعدم السكوت على حجم الكارثة الإنسانية في غزة. واتفقت مجموعة الضغط JStreet-اليهودية الأمريكية الناقدة لإسرائيل مع حلفائنا المؤيدين لإسرائيل على ضرورة حصول تغيير سياسي شامل». ما عزز موقف المعارضة الإسرائيلية ليحمّل زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق لابيد نتنياهو تعمد الإضرار بالعلاقات مع الولايات المتحدة. مؤكدا أن «خطاب السناتور شومر يدل أن نتنياهو يخسر عن قصد كبار مؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية. كما كان متوقعاً، أتى الرد الغاضب على تصريحات السناتور شومير وقيادات الحزب الديمقراطي غاضباً من نتنياهو وحزبه الليكود وقيادات حكومته المتطرفة وسفيره في واشنطن والتذكير أن إسرائيل ديمقراطية وليست جمهورية موز! وقاحة مجرمي الحرب الصهاينة بلا حدود يتوسلون الأموال والسلاح والدعم السياسي والفيتو من الولايات المتحدة ويرفضون التجاوب لمطالبهم، ويذلون بايدن وقيادات إدارته برفض وقف الحرب وفتح معبر رفح وإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية. لكن يبقى السؤال هل التباين حقيقي أم تكتيكي انتخابي ومتى يطفح الكيل؟!