15 سبتمبر 2025

تسجيل

لصوصٌ بيننا

17 مارس 2016

لعل معظمنا إن لم نكن جميعنا نحب البساطة في الحياة، ونهوى التعامل ببديهية ودون تكلف، ونميل لحسن الظن، لأن ذلك هو الأقرب للنفس، وللفطرة البشرية.ولكن للأسف الشديد ماطرأ على حياتنا من تغيرات في الآونة الأخيرة، وما أحدثته الثورة التكنولوجية في العالم المحيط، جعل كل واحد منا ما ان يخرج من بيته حتى يشعر أنه قد يكون هدفا لأحد العابثين بخصوصيات الآخرين، أو من يجوز تسميتهم بلصوص الخفاء الذين لايخافون الله تعالى فيمن حولهم، ولايعلمون بكبر ذنب التجسس على المسلمين، وبخطورة استباحة أعراض الآخرين، فيصبح من يخرج من بيته مرغماً على أن ينتبه لمن يحاول اقتحام خصوصيته مع عائلته، ويتخلى عن حسن الظن عند أعتاب منزله لكيلا يقع ضحية لأحد مجرمي التصوير المحرم.لقد انتشرت الأجهزة الإلكترونية التي ملأت الأسواق من هواتف ذكية وأجهزة حواسيب حديثة بأحجام مختلفة، وصولا للنظارات التي أصبحت حديث الساعة من حيث كونها لاتختلف في شكلها عن النظارة الطبية إلا أنها تحمل عدسة تصوير وذاكرة تخزين لتحول بلحظات أي مشهد خاص إلى مقطع قد يتداوله الملايين دون أي قيود، ولمجرد الفضول أو التسلية أو المتعة، وجعل الفضيحة التي قد يتسبب بها أحد أولئك اللصوص سبباً لدمار بيوت كثيرة، وسبباً في تفكك أسر وضياع أخرى.هذه دعوة لكل من تسول له نفسه العبث بما ليس من حقه، قبل توجيه هاتفك أو عينك السارقة لإمرأة أو عائلة أو حتى شاب آخر بالخفاء تذكر أن عين الله تعالى تراك، وأن الأعراض ديون تستوفى، وماستسرقه اليوم سيأتي يوم الحساب وزراً على ظهرك كجبل من الذنوب لاتقوى على حمله، فاتقوا الله ياشبابنا.