18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يعيش المشهد الفني المحلي حراكًا بصريًا واسعًا وناميًا تصب في دعم ورعاية الفنان، ولكن هناك مشكلة تتعلق بالجهود المتواضعة الخاصة بفن الطفل، وتنظيم ورش فنية، تحت إشراف خبراء ومتخصصين تربويين. ففن الطفل يشبه عالم الفنانين، ولم يعد مجرد لوحة وألوان وبعض من الواقع والخيال، وإنما هو علم قائم بذاته.هذه حقيقة لم يتوقف عندها كثير ممن يخطط للمستقبل ولم يُلق لها بالًا، أو يكوّن لها منهجًا، والواقع أنه لا يمكن مقارنة الفائدة التي تعود على المجتمع من رعاية طفل موهوب والتي قد تكون قادرة على تغيير شكل الحياة إن زودنا الطفل بغذاء روحي ليصبح أسلوب حياة، وإعداده بين ممارس الفن ومنتج ومستهلك وناقد للفن لرقي بإحساسه، وليس مجرد تسلية تقام في المهرجانات لجذب السياح ولا مسألة ترف يتضخم بها الحدث إعلاميًا. ذات يوم سئل "البرز" أستاذ الفن: هل تعتقد أن من الممكن تدريس الفن؟ فأجاب: "إن التدريس الجيد هو من يخلق الجو الذي يكشف بصيرة الإنسان ويستثير حوافزه". فالعبرة في هذه الأصول وليس بتعليم الطفل التلقين دون وعي أو فكر وكأنه يردد محفوظات وبدون أن تكون له شخصيه تمكنه من تعلمها بيسر، كما أن هناك أشياء عليه أن يشق طريقه بنفسه لفهمها وإدراكها.ويقول بسيوني: "يتعلم الطفل عن طريق الخبرة"، وهذه مقولة أخرى تدعونا للتأمل، كون الفن شأنه شأن العلم، ولا بد أن يتعلم الطفل أصولا تساعده على الابتكار كخلط الألوان في التكوين والرسم في الظل والنور، وأن يكون متلائمًا مع استعداد الطفل ومستوى إدراكه، أما القول بأن الفن لا يُعلم، فمن أي مصدر إذن سيعرف التلميذ أصول الفن؟ حيث يتوهم البعض أنه قد ينتجها بطريق الصدفة!!نعم، قد تنتج التلقائية أشياء، لكنها لا تضمن لنا النمو بإتقان وتمكن، كيف لنا أن نترك الطفل يتخبط في تجاربه دون خبرة موجهة، مع أننا نعيش عصر العلم، وكل شيء يخطط له اليوم.فالمدرسة ومراكز الإبداع هي المؤسسات التي تتولى توجيه هذه الخبرة، ومن ثم لابد من تواصل مستمر بينهم لتنمية خيال الطفل المتدفق والذي نلمحه في السن الصغيرة، وبدون رعاية ومتابعة تكون النتيجة ذبول بذور الروح الابتكارية.إن أولى خطوات دعم الفنون هو الاعتراف بورش فن الطفل، وأن تحتل مكانها اللائق من الاهتمام باعتبارها الجوهر لكل خطط المستقبل ولكل آفاق التقدم، من خلال تنشئتهم على ثقافة قوامها الابتكار والتفكير الإبداعي. والصراع بين الدول المتقدمة إنما هو صراع بين عقول أبنائها من أجل أن تنتج وتبدع للوصول إلى سبق فني وعلمي يضمن لها الريادة والقيادة. ومع غياب فن الطفل هل يتحقق المستقبل المنشود؟!