13 سبتمبر 2025
تسجيلمنذُ أُطْـلِقَ القمرُ الصناعيُّ سهيل، سنةَ 2013م، بدأتِ الآمالُ في التَّوَجُّهِ نحوَ آفاقٍ أكثرَ رَحابةً في مسيرةِ إعلامِنا الوطنيِّ، وأصبحَ الحديثُ عنِ الصناعةِ الرياضيةِ يأخذُ أبعاداً واقعيةً. فنحنُ نعلمُ أنَّ لتلك الصناعةِ ثلاثَ ركائزَ هي: الركيزةُ الـماديةُ؛ أي البُنيةُ التَّحتيةُ. والركيزةُ القانونيةُ، أي القوانينُ الـمُنَظِّمَةُ لانخراطِ رأسِ الـمالِ الأجنبيِّ في الاقتصادِ الوطنيِّ. والركيزةُ الإعلاميةُ، أي الإعلامُ الـمَقروءُ والـمسموعُ والـمَرئيُّ. وبالطبعِ، فإنَّنا سِـرْنا أشواطاً واسعةً عظيمةً في تشييدِ وتطوير الركيزتين الأَولَيينِ، لكننا لم نُعْـنَ بصورةٍ كافيةٍ بالركيزةِ الإعلاميةِ التي لا نقصدُ بها الحديثَ عن التلفزيونِ والإذاعةِ الوطنِـيَّينِ وصحافتِنا الـمحليةِ، وإنما عن إنشاءِ مدينةٍ إعلاميةٍ ضخمةٍ تكونُ مقراً للبثِّ التلفزيونيِّ والإذاعيِّ، وطباعةِ النُّسَخِ الدَّوليةِ للصحفِ العربيةِ والعالـميةِ.عندما نقرأُ، بعنايةٍ، التجاربَ العربيةَ في مجالِ إنشاءِ مدنٍ إعلاميةٍ، نجدُ أنَّ بلادَنا مُؤَهَّلَـةٌ لتكونَ مركزاً إعلامياً دَولياً بشروطٍ أفضلَ من تلكَ التي توفرتْ في البلدانِ العربيةِ التي سبقتْنا في هذا الـمجالِ. فرؤى سموِّ الأميرِ الـمفدى وسياساتُـهُ وَفَّرَتا لنا شبكةً واسعةً مُؤثِّرَةً من العلاقاتِ مع الدولِ والشعوبِ، ورَسَّخَتا في مجتمعِـنا قواعدَ عظيمةً من القبولِ بالآخرِ واحترامِهِ، وأكَّدَتا على أهميةِ مشاركةِ رأسِ الـمالِ الوطنيِّ الخاصِّ في كلِّ مجالاتِ الاقتصادِ. ومن هنا، ننطلقُ نحو مطالبةِ رجالِ الأعمالِ بطَـرْحِ أفكارِهِم وتَصَوُّراتِهِم للجانبِ الاقتصاديِّ لإنشاءِ مدينةٍ إعلاميةٍ. ومُطالبةِ الـمُخْتَصُّينَ في القانونِ بإعدادِ تَصَوُّراتِهم للكيفيةِ التي تُنَظِّمُ علاقةَ الدولةِ بالجهاتِ التي سترغبُ في الإفادةِ منها، والإطارِ العامِّ لأنشطتِها. وأيضاً، مطالبة إعلاميينا وكُتَّابِنا بالكتابةِ في هذا الشأنِ في كلِّ أبعادِهِ السياسيةِ والاقتصاديةِ والاجتماعيةِ، لتتضحَ الصورةُ وتأخذُ في التَّشَكُّلِ ذهنياً كخطوةٍ أولى نحوَ الانتقالِ بها إلى الواقعِ.هذه الـمدينةُ الإعلاميةُ ستقومُ بالدورِ الرئيسِ في الصناعةِ الرياضيةِ، لأنَّ ارتباطَ اسمِ بلادِنا بالقنواتِ الفضائيةِ والإذاعيةِ التي تُبَثُّ منها، والصحفِ التي تُطْبَعُ فيها، هو أعظمُ جاذبٍ لرؤوسِ الأموالِ الأجنبيةِ الضخمةِ الباحثةِ عن الاستقرارِ والأمانِ، وليس كالإعلامِ سبيلٌ لتحقيقِ ذلك. كما أنَّها ستكونُ مصدراً جديداً يُضافُ لـمصادرِ الدَّخْلِ الوطنيِّ، وستستقطبُ جزءاً كبيراً من شبابِنا الـمُختصينَ في الإعلامِ والعلاقاتِ العامةِ والـمجالاتِ الحِـرْفِـيَّـةِ والفنيةِ. وأيضاً، ستُسهمُ في تنشيطِ الاقتصادِ داخلياً، وتقويةِ قطاعاتِـهِ العاملةِ في التجارةِ والفَنْـدَقةِ والسياحةِ والـمقاولاتِ وسواها.نحنُ لا نتحدثُ عن أمرٍ سيكونُ بين ليلةٍ وضُحاها، وإنما عن شأنٍ كبيرٍ لابدَّ من الإعدادِ والتخطيطِ له في جوانبِـهِ الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ والسياسيةِ ليكونَ قيمةً مُضافَةً إلى صَـرْحِ نهضتِنا الشاملةِ التي ستكتملُ مرحلتُها الأولى في سنةِ 2030م، بإذنِ اللهِ. وهذا يقودُنا للدعوةِ إلى التَّوَسُّعِ في مناقشةِ كيفيةِ ترسيخِ مفاهيمِ الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ، وتطويرِ التعليمِ، ودورِ رأسِ الـمالِ الوطنيِّ في التنميةِ، وتجديدِ خطابِـنا الإعلاميِّ ليكونَ واجهةً تعكسُ صورةَ بلادِنا كدولةِ مؤسساتٍ ومجتمعٍ مَدنيٍّ، وتُبْرِزُ إنسانَنا في تَحَضُّرِهِ ومَدَنِـيَّتِـهِ وكفاءَتِـهِ علمياً ومعرفياً وعملياً.كلمةٌ أخيرةٌ:بناءُ الـمستقبلِ يبدأُ بفكرةٍ ورؤيةٍ وإرادةٍ، ونحمدُ اللهَ أننا نمتلكُها بوجودِ قائدٍ حكيمٍ هو رمزُ نهضتِنا وراعيها.