12 سبتمبر 2025

تسجيل

فضفضة مسرحية وما سأقوله عن المناعي

17 مارس 2015

استيقظت فجر هذا اليوم على وقع خطوات بعض الكلمات القوية التي كانت تجوب رأسي؛ متجاهلة ذاك الزحام الخانق الذي تسببت به كل تلك الأحداث الخطيرة، التي أخذت حيزاً لا يُستهان به من أرض الواقع، وعلى الرغم من ذلك إلا أنها لم تتمكن من منعها تلك الكلمات من الإقبال علي؛ لإخباري بما تريد وهو كل ما قد اجتمع؛ كي يُكَوّن هذه الرسالة ذات الكلمات البسيطة والمعاني العظيمة ألا وهي: ستظل الحياة مستمرة رغم أنف الظروف التي تحيط بنا، وتهدم أحلامنا تارة، ثم تعود لتبني سقفها بآمال جديدة تجعلنا ننتظر غداً أجمل يمكن أن يكون كذلك متى سمحنا لتلك الآمال بأن تشع من أعماقنا فعلاً؛ كي يكون ويتحقق المُراد بإذن الله -تعالى- حقيقة إن ما قد تَقَدمَت به تلك الكلمات السابق ذكرها قد اخترقني؛ لأنه ذاك الذي يُضاعف من حجم الأمل ويجعله قوياً رغم كل ما يمكن بأن نواجهه في حياتنا من ألم لا يجدر بنا التسليم به والاستسلام له مهما حدث؛ لأننا إن فعلنا فسنكون كمن وقع على شهادة وفاته بيده، ولم يسمح لنفسه بإدراك ما تُخفيه له الحياة في القادم من الأيام، ومن الممكن أن يكون جميلاً يستحق منه الانتظار فعلاً، مما يعني أنه (أي الانتظار) ومتى كان منه فإن الخير سيكون أيضاً، يدرك من يتابع عمودي وما يضمه من كلمات أني قد خصصته؛ للكتابة عن المسرح في الآونة الأخيرة؛ لارتباطي بهذا المجال، الذي خضته والأمل أن يُكلل كل ما سأتقدم به بالنجاح لصالح الرسالة التي حرصت على بثها من خلال العمل الذي تقدمت به، والحق إن بث تلك الرسالة يتطلب جهداً لا يُستهان به يقع على عاتق المجموعة المُشاركة، فهو ما لا يعتمد علي وحدي، بل على العديد من الأطراف المتعاونة، التي اجتمعت ضمن قالب واحد أساسه (لمار) وهو العمل، الذي وإن اختلفنا على أسباب مشاركتنا به، إلا أننا نتفق على ضرورة تقديمه وبشكل لائق يُعبر عن الرسالة الإنسانية العميقة التي يقوم على ظهرها النص الأول، الذي يُعد خطوة أولية نحو عالم مسرحي رحب بي من فيه (والحديث عن البعض) بمشاعر صادقة؛ للمشاركة بخوض منافسة شريفة سيفوز فيها من سيفوز؛ لوجود مثل تلك الأرواح النبيلة، التي أسرتني بما كان منها، ولي وقفة على ذلك وبكل صراحة ودون أن يردعني الخجل من قول الحقيقة، التي أدركتها بدموع الفرح حين وردتني رسالة من أبو المسرح القطري الفنان عبدالرحمن المناعي، صاحب تلك القامة المسرحية العالية، وتلك الهامة التي لا تدرك معنى الانحناء لأي ظرف من الظروف، وهي تلك التي تستحق الإعجاب؛ لأن صاحبها (والحديث عن المناعي) يعشق المسرح، ولا يبتعد عنه أبداً، بل على العكس تماماً نجده شديد الحرص على التمسك به، وكأنه (أي المسرح) حياته التي لا يمكن أن يعيش دونها، ومن يعرف المناعي سيدرك هذه الحقيقة جيداً، ولن تغيب عنه أبداً، وعلى الرغم من حداثة عهدي بالمسرح إلا أني بت أدرك تماماً ما يكنه المناعي للمسرح، وما يكون له؛ لذا وحين وصلتني رسالته المُرحبة بانضمامي لركب (أبو الفنون)، شعرت بتقلص كل تلك المخاوف التي كانت تحيط بي من قبل، ولم أتمكن من كبح رغبة الرد على تلك الرسالة بما يليق بها وإن كان عن طريق هذا العمود، الذي سبق له أن تناول (مسرح المناعي) من قبل وبشكل تفصيلي أكثر، وتحديداً خلال التحضير للنسخة السابقة من المهرجان في العام الماضي، حين حضرت وبدعوة من فرقة الدوحة المسرحية بروفات مسرحية (أم السالفة)- إحدى إبداعات المناعي، الحريص على التواجد في الساحة المسرحية وبكل (قوة) يمتلكها وتُعد مثالا حيا للمثابرة التي أجدها أهم أسباب الاستمرارية في أي عمل نحبه ونقوم به- وخرجت من هناك مسحورة بالمسرح، ومبهورة بما يمكننا تحقيقه من خلاله فقط إن تواجدت القضية، وكان الإحساس الصادق بها، وتأججت رغبة تسليط الضوء عليها؛ من باب التعريف بها؛ فيدرك من لا يدرك، ويستعيد الغائب عن الوعي وعيه، ويستيقظ النائم، ويجتمع الجميع من حولها تلك القضية على أمل أن نخرج بالحكم المناسب، أجد ما يفعله المسرح الذي يمكن أن يُحسب على المسرح الحقيقي كبيراً جداً ولا يمكن اختزاله أبداً؛ لذا وبكل خجل تنكمش كلماتي؛ لتعلن نهاية حديثنا في هذا اليوم، الذي سأختمه بالتالي: إن الروح الجميلة التي يتمتع بها المناعي تجعله يحلق عالياً دون أن يردعه أي سقف، وهو ما ندركه من خلال استمراريته، التي تبث لنا في كل مرة جديداً يترجم فكره، الذي نتعلم منه الكثير، وسنظل نفعل حتى نحظى بعظيم ما يتمتع به وإن كان ذلك بعد حين نأمل أن يكون لنا بإذن الله -تعالى-. وأخيراً فإن تحليق المبدع في سماء الإبداع يترجم سموه، وهو تماماً ما نحتاجه؛ كي نعطي أفضل ما لدينا، وعليه فلنحلق عالياً ولنكشف للعالم أجمل ما نملك، وحتى نفعل نسأل الله لنا جميعاً كل التوفيق.