14 سبتمبر 2025

تسجيل

فهد وبلماضي: وماذا بعدُ يا اتحادَ القدم؟

17 مارس 2014

الـمسألةُ ليستْ فهد ثاني ولا جمال بلماضي، وإنما هي في التوقيتِ الخاطئ والاختيارِ غيرِ الصائبِ. فإذا كان الـمطلوبُ هو إعدادُ المنتخبِ الوطنيِّ فالأجدرُ أنْ يتمَّ الاستبدالُ بمدربٍ يتميزُ عن مدربنا الوطنيِّ بتاريخٍ تدريبيٍّ طويلٍ وإنجازاتٍ على الـمستوى الدولي، أو القاريِّ على أقلِّ تقديرٍ، وأن يكون ذلك في صورةٍ تعكسُ التقديرَ لِـمَا قَدَّمَـهُ فهد ثاني خلالَ الفترةِ التي تولَّى فيها تدريبَ الـمنتخبِ.كنا نأمَـلُ أنْ يُـسْتَـثْـمَرَ الإنجازُ الذي تحققَ في وصولِـنا إلى البطولة الآسيوية بأستراليا 2015 م، في مزيدٍ منَ الدعمِ لِـمُدربِـنا الوطنيِّ ليقودَ المنتخبِ فيها وتزدادَ خبراتُـهُ التدريبيةُ بحيثُ يكونُ قادراً، في الـمستقبلِ، على إبداءِ الرأي السليمِ والتوجيهِ الصحيحِ حتى في حالِ اسْـتُبْدِلَ بمدربٍ آخر، أما أنْ يُقالَ له، فجأةً،: لم تُقَـصِّـرْ ولكن سواك أفضلَ منك. ويكون سواه بلماضي، فهذا لا نقبلُـهُ من اتحادِ القدمِ.مع حِـفْـظِ الألقابِ، والتأكيدِ على احترامِـنا لبلماضي، كلاعبٍ،إلا أنه من الواجبِ علينا القولُ إنَّ تجربتَـهُ كمدربٍ لا تؤهِّـلُـهُ ليكونَ مدرباً لـمنتخبِـنا الوطنيِّ. فقد دَرَّبَ فريقَ لخويا الذي كان جاهزاً أصلاً بلاعبيهِ الـمحترفينَ فاستطاعَ أنْ يخوضَ معه غِـمارَ الـمُنافساتِ في دورِينا ويواجهُ أنديةً تُعاني تَـعَـثُّراتٍ بسببِ الأداءِ الإداريِّ فيها والذي انعكسَ على فِـرَقِـها انحداراً في الـمستوى الفنيِّ. أما عن تحقيقِ منتخبِ الرديفِ، بقيادتِـهِ، لبطولةِ غربِ آسيا، فجميعُنا نعلم أنها كانت بطولةً ذات مستوى فنيٍّ ضعيفٍ جداً، ولم تَـعْـدُ كونَها نوعاً من الاحتفاليةِ. فاختيارُه، إذن، لم يكن قائماً على الإنجازِ والتَّـمَـيُّزِ، ولا ندري سبباً له لكننا ندركُ انعكاساتِـهِ السلبيةَ على الشارعِ الرياضيِّ القطريِّ ونظرتِـهِ إلى اتحادِ القدمِ وكأنه يتخذُ القرارَ ويصدمُ به الجميعَ دون اهتمامٍ بما سينتجُ عنه على مستوى الجمهورِ القطريِّ وآمالِـهِ في إنجازاتٍ كبيرةٍ.والأمر اللافت هو أنَّ بلماضي يعودُ للواجهةِ بنفسِ تفاصيلِ الحالات السابقةِ، فهو يستلمُ فريقاً جاهزاً مُـعَـداً، ولا نظنُّ أنه سيفعلُ أكثرَ مِـنْ أنْ يضمَّ إليهِ اللاعبينَ الذين تميَّـزوا ببطولةِ غرب آسيا. فهل يعتقدُ اتحادُ القدمِ أنَّ هذا كان غائباً عن مدربِنا الوطنيِّ فهد ثاني الذي نثقُ بشدةٍ في تراكمِ خبراتِـهِ التدريبيةِ بحيثُ يتخذُ القرارَ الـمناسبَ في صالحِ منتخبِـنا؟هذا الاستبدالُ الـمُتَسَـرِّعُ، أشارَ مرةً جديدةً إلى الفرديةِ والتَّـحَكُّـمِ الـمُطلقِ لاتحادِ القدمِ في اتخاذِ قراراتِـهِ دونَ الرجوعَ للقياداتِ الكرويةِ أو تحليلاتِ الـمختصين بالشأنِ الكرويِّ، ودون اهتمامٍ باستطلاعاتِ الرأي التي تَصُبُّ في مصلحةِ الاعتمادِ على الـمدربِ الوطنيِّ الذي عُـومِـلَ بطريقةٍ لا نصفُـها إلا بأنها تفتقرُ للباقةِ وتتميزُ بضعفٍ في الرؤيةِ.