02 أكتوبر 2025
تسجيلاستكمالاً للموضوع الذي تحدثت فيه الأسبوع الماضي عن "ثروة المجتمعات وقوتها"، أتحدث هنا اليوم عن هموم الشباب وما يواجهونه من مصاعب في مرحلة حساسة وصعبة في نفس الوقت، وأنا هنا لا أعمم بطبيعة الحال، ولكن ما أنْ نرى أحد المواهب التي تستحق الاحترام والمتابعة وجديرة بالاهتمام، إلا ويختفي عن الأنظار!! ولا نعرف ما هي الأسباب لاختفائه، وبعد فترة نعلم أنه التحق بمكان آخر كأي موظف عادي، ونعلم أنه قبل بها حتى لا يبقى دون عمل!! وأنا أستغرب من بعض المسؤولين الذين لا يولون الشباب أي اهتمام وتشجيع، فالشباب هم جيل المستقبل، وهم من يُكمل المسيرة نحو الأمام، وبقربهم من حجم المسؤولية تكون نظرتهم واضحة للمستقبل لمعرفتهم بأي اتجاه يسيرون، كما أن قربهم من المسؤولين يشجعهم أيما تشجيع، خاصة الدعم المعنوي، ولا أدل على ذلك من دعم القيادة الرشيدة لكل المواهب والقيادات الشابة وإدماجهم في العمل مع المسؤولين، مما يُحمِّل الشباب نوعا من عظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، فيبذلون الغالي والنفيس من أجل أن يكونوا عند حسن الظن بهم، وألا يخيّبوا رجاء من اعتمد عليهم بعد الله، فحملوا الأمانة وساروا بخطى ثابتة؛ حتى حققوا ما كانت القيادة تطمح إليه، وكان الشعب يرجوه، وليس أدل على ذلك من منتسبي ملف قطر 2022 وعلى رأسهم الشيخ محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني، والشباب القطري الذين حققوا معه ما كان يعتقد البعض أنه ضربا من الخيال، وكان الدافع الكبير لهم متابعة سمو أمير البلاد المفدى ـ حفظه الله ـ وحضوره يوم الفرز، وتواصل سمو ولي العهد الأمين مع اللجنة ومعرفته بكل تفاصيل سيرها ونهجها وتوجيههم لما هو أفضل، فاجتمعت القيادة مع روح الشباب فكانت النتيجة فوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022م، وما هذا إلا دليل على النهج السليم وتشجيع الشباب حتى يكونوا عونا لوطنهم ومستقبله الزاهر، وحجر زاوية مهم في صرح يُجسّد الوطن، ومثلما قال سمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني ولي العهد الأمين ـ حفظه الله ـ في يوم التميز العلمي يوم الأحد الموافق للثالث من الشهر الجاري، حين قال: "من أوجب واجباتنا تزويد ناشئتنا بالمعارف والمهارات، التي تمكنهم من المشاركة في صنع التغيير لا معايشته فحسب"، وهذا بالتأكيد ينطبق على كل أبناء الوطن، كل فيما يخصه، وفي مجال عمله، حتى يكون عنصرا فاعلا ومشاركا في تقدّم الوطن ونموه، لا حاضرا لمسيرة التقدم دون عطاء يُذكر.