11 سبتمبر 2025
تسجيلهذا العصر هو العصر الذهبي للعيادات الخاصة، خاصة عيادات التجميل والأسنان وجراحات السمنة ودخولها المالية الضخمة جداً اللهم لا حسد!، وتأتي عيادات التجميل على رأس القائمة بدخل رهيب جداً، ف الجمال أصبح هاجس الجميع حتى لو كان بصورة مؤقتة ولا سيما في معشر النساء، فالتطور الحادث في مجال العلاج التجميلي كان حافزا للكثيرين منهم ومنهن فما عليك إلا أن تنظر لصورتك في المرآة فيمكنك أن تجر أنفك وتجعله كالسيف المسلول أو تغير اتجاهه أو تنفخ أو تشد ما شئت ولك حرية الاختيار فكل شيء أصبح متاحا بحاجة أو بدون، فآثار السنين التي كانت تبدو على الوجه بتجاعيدها التي تغير ملامح الشباب أمكن إزالتها أو التخفيف منها لدرجة كبيرة، ف القبح لم تعد تراه في الوجوه والذي كان يشكل للبعض هاجسا كبيرا وربما حالات نفسية مع أن الله سبحانه أبدع في خلقه ووضع في كل إنسان مواقع للجمال كانت مخفية أو واضحة فلم يستثن من عدله أحداً، فأصبحت هذه العلاجات تستنزف ميزانيات الأسرة ويزيد ذلك كل ما اقتربت مناسبة من المناسبات المعروفة والتي يبرز فيها الكل جماله ويتفرد في ذلك حتى أضحى رب الأسرة يلقي بالمرايا خارج البيت كلما وقعت عينه عليها. ونأتي لعيادات الأسنان، وأصبح الكثيرون يبحثون عن الابتسامة الهوليودية التي تكون فيها الأسنان الخربة سيئة المنظر ناصعة البياض وعلى خط واحد كأنها أفراد فصيل عسكري حتى ولو كانت أسنانه الأصلية جميلة ومناسبة لفمه ووجهه فمن طبع الإنسان أن يجرب الأشياء أو كما يقول الأخوة المصريون "اللي معاه قرش ومحيره يجيب حمام ويطيره" وعيادات السمنة وعملياتها التي تنوعت ومحاسنها التي نسمع عنها ومضارها التي نتمنى ألا تفوق محاسنها، ونأتي إلى الأهم وهو المبالغة في الأسعار ألا ترون أنها ظاهرة مغلقة أو أنه استغلال للمترددين على العيادات بهذا الشكل الفظيع ففي هذا المجال كلُّ يغني على ليلاه فتنظيف البشرة مثلا ببعض المساحيق تصل أسعارها إلى ما دون الألفي ريال في بعض العيادات! وفي الأمور التجميلية الأخرى مبالغ خيالية حدث عنها ولا حرج وكذلك الأسنان فلقد حدثت لي قصة في بعض مراكز الأسنان أتيت لتنظيف اللثة وطلب مني مبلغا كبيرا والذي أعرفه أنه لا يتجاوز ثمانمائة ريال، وقلت أجرب يمكن لديهم تنظيف جديد وبعد دخولي على الطبيب وقام بتنظيف الأسنان تنظيفاً أقل من العادي لنصف الأسنان ومن ثم وضع مبيض نور أزرق موجودا في كل عيادات الأسنان لثوان معدودات على أن أعود في موعد آخر لتنظيف بقية الأسنان في موعد آخر وقلت في قرارة نفسي أسناني عادية وليست بأسنان حصان وطلب مني مبلغا وقدره أربعة آلاف ريال لهذا العلاج الذي لم يتجاوز العشر دقائق والنصف المتبقي من الأسنان؟؟ وعدت في اليوم الآخر واسترجعت مبلغ الألفي ريال المتبقية واكتفيت بتنظيف نصف أسناني فبالله عليكم ما هذا الاستغلال البشع للمراجعين وأين الجهات المعنية عن ذلك التي تَركت الحبل على الغارب لهم وربما يقول قائل لماذا لا تذهب للعيادات الحكومية وبسبب المواعيد قد تسقط أسنانك ولم يأتِ موعدك؟، ف أسعار العيادات كحرارة الجو عندنا في شهر أغسطس وما تطلبه المستشفيات من تحاليل وأشعة بداعٍ وبدون داعٍ فكل هذه الأمور تحتاج لضبط والقرار عند الجهات المعنية هي الجهات المنوط بها ذلك، وماذا تستفيد الدولة من هذه الدخول الضخمة التي تجنيها العيادات الخاصة والمستشفيات ومن في حكمها؟. [email protected]