18 سبتمبر 2025
تسجيلمقتل 21 مواطناً مصرياً بدم بارد في ليبيا مدان بأقسى العبارات، وجريمة بشعة تهز الضمير الإنساني، وتتنافى مع كافة المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية، وفي الوقت ذاته فهذا العمل الاجرامي عمل جبان، فالعنف مدان بكافة صوره وأشكاله ودوافعه، وهذا موقف ثابت عبرت عنه دولة قطر، فضلا عن مواساتها لأسر الضحايا وتضامنها مع الشعب المصري في التنديد بهذه الجريمة النكراء والعمل الاجرامي الآثم.تمر ليبيا بظرف دقيق منذ 17 فبراير 2011، إذ لم تستقر الاوضاع الداخلية فيها، لتراكمات خلفها نظام العقيد القذافي المندحر، والتجاذب بين الأطراف والفرقاء، وعمق ذلك غياب السلطة والتناحر حولها، والتدخلات الخارجية، فغياب المؤسسات الوطنية أدى الى حالة تشرذم وتوتر، وغاب الحوار وسادت لغة الرصاص، وفي هذه البيئة يسود العنف ويغيب الامن ويتبدد الاستقرار.وفي السياق، فان مصر مصدومة جراء هذا العمل الإجرامي، الذي استهدف شعبها، ومن واجبها حمايته وفقا لنصوص ميثاق الأمم المتحدة، وفي غضون ذلك رفضت حكومة المؤتمر الوطني في طرابلس الاعتداء على السيادة الوطنية، وما بين الموقفين فإن الظرف الدقيق يستوجب معالجة جذور الأزمة، في وقت تشهد المنطقة عدم استقرار، قد تكون له تأثيرات سلبية، فالحالة الليبية تحتاج الى الحكمة بين الليبيين أنفسهم، ثم تعاون الجوار لإدارة حوار يفضي الى حلول منتجة واستقرار مستدام.العنف مدان بكافة صوره وأشكاله ومهما كانت دوافعه، ويقع على الجميع العمل على معالجة اسبابه من جذوره، لمنع استشرائه وإزالة اسباب الاحتقان، وتسوية الخلافات الحادة بين ابناء الوطن الواحد، فأدعى بنا ان ننهض بواجبنا ونرتقي الى مستوى المسؤولية في هذا الظرف الدقيق والحساس، الذي لا يحتمل المزيد او ان نكون على الحافة، فالصراعات التي تشهدها المنطقة تستوجب جهدا جماعيا لاطفاء بؤرها، والعمل على إرساء الاستقرار ودعائم الوئام والحوار، فحالة التفكك ينتج عنها الانهيار في منظومة الامن القومي، نحن في ظرف تاريخي دقيق، والرهان لا يزال قائما على الحكمة لتجاوز هذا المنعطف ، لان النار من مستصغر الشرر.