01 نوفمبر 2025

تسجيل

ثلاث سنوات على ثورة ليبيا

17 فبراير 2014

تحل اليوم الذكرى الثالثة لثورة السابع عشر من فبراير المباركة التي اقتلعت طاغية ليبيا ورموز نظامه إلى غير رجعة، لتعيد ليبيا إلى الليبيين بعد عقود طويلة ومرعبة من الحكم بالحديد والنار؛ أذاق فيها معمر القذافي الشعب الليبي الامرين؛ عندما زج بمعارضيه في غياهب السجون ولاحق السياسيين والمفكرين داخل الوطن وخارجه؛ فضلا عن تبديده ثروات ليبيا على احلام زعامته واطماعه الشخصية؛ ليغرق الليبيون بفعل مغامراته وسياساته العبثية في بحور من الفقر والحرمان؛ ويستقبل الليبيون اليوم هذه الذكرى، بعد ثلاث سنوات من انتصارهم على نظام أفسد البلاد والعباد، واغتال احلامهم في حياة يعيشونها بديمقراطية وشتت أفكارهم بأوهام الزعامة التي أفسدت حياتهم، واستخدمهم كحقل للتجارب لتنفيذ هذه الأوهام طيلة أربعة عقود ونيف. وهي تداعيات وتفاعلات مهدت لانطلاق شرارة الثورة في مثل هذا اليوم منذ ثلاث سنوات. وتمر هذه الذكرى وليبيا تعيش حراكا وطنيا ديمقراطيا أُتيحت فيه الفرص لجميع الليبيين ليعبروا عن آرائهم ووجهات نظرهم بكيفية سلمية مسؤولة وواعية جسدت حقيقة الديمقراطية. حيث تمكن الليبيون خلال عام مضى من بناء مؤسسات للمجتمع المدني ساهمت بشكل كبير في رسم ملامح النظام الديمقراطي الذي ارتضاه الليبيون بعد ثورتهم، وذلك بمبادرات مؤيدة، وأخرى رافضة لبعض قرارات المؤتمر والحكومة، وشاركت هذه المؤسسات في توعية المواطن بأهمية خوض العملية الانتخابية. وتتزامن هذه الذكرى، مع انتخاب الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور، التي انطلقت يوم السبت الماضي، ويفترض ان تتوج بيوم الاقتراع في جميع أنحاء ليبيا يوم الخميس المقبل وانتخابات المجالس البلدية. ولعله من الانصاف وعدم الاجحاف ونحن نعيش اجواء الذكرى الثالثة للثورة الليبية؛ فإن الامانة التاريخية والسياسية تحتم على مؤرخي وراصدي احداث وتطورات ثورات الربيع العربي وتملي على ضمائرهم ان يقفوا بإعجاب واحترام امام الوقفة القطرية الرائدة والشجاعة التي دعمت تلك الثورات وما زالت، منذ انطلاق شرارتها الاولى في تونس وامتدادها إلى مصر ثم ليبيا واليمن وسوريا؛ وهي وقفة جاءت تأكيدا وترجمة لانحياز القيادة القطرية لخيارات الشعوب واحترامها لتطلعاتها. تحية إلى الاشقاء الليبيين في العيد الثالث لثورتهم؛ آملين منهم ان ينتبهوا إلى صعوبات تحديات اللحظة التاريخية؛ ويسارعوا برص صفوفهم ونبذ العنف والفرقة؛ لاستكمال فرض الأمن في وطنهم وبناء ليبيا الجديدة بيتا لكل الليبيين كما أراد الثوار.