15 سبتمبر 2025

تسجيل

غزة أسقطت الأقنعة

17 يناير 2024

الحروب لها موازين ومعايير ولها إستراتيجيات، وهناك خطط توضع لها وترسانة أسلحة حتى يتم الدخول في هذه الحروب. لكن ما حدث في غزة أمر مختلف تماماً فبعد أكثر 100 يوم على قيام الصهاينة بشن حربهم على غزة كسرت المقاومة الإسلامية «حماس» كل هذه الأساطير والخرافات بأنهم الجيش الذي لا يقهر، فبعد مضي هذه المدة لم يستطع هذا الجيش الارهابي أسر أحد من المقاومة بل لم يستطيعوا حتى الوصول الى أماكن المقاومة، ولم يستطيعوا كذلك تحرير أي أسير لدى رجال المقاومة، لذلك اتجه هؤلاء المجرمون بجيشهم وأسلحتهم بتوجيهها إلى المدنيين وقصف بيوتهم ومستشفياتهم ومدارسهم وهذه حيلة الضعيف، بل قامت المقاومة بوضع أنف جنود الاحتلال في الوحل وقتلتهم عندما قرروا الدخول إلى غزة التي ستكون بإذن الله مقبرتهم، هذه الحرب هدمت قلاع وحصون الغرب الخبيث تكالبوا جميعهم في مشهد كشف أقنعتهم وأظهروا الوجه الحقيقي لهم في حربهم الدينية. كما قالها الكثير منهم، لكن وقفوا عاجزين عن إسقاط مقاومة وتركيعها مع تواطؤ عالمي غير مسبوق وخذلان اسلامي وعربي إلا القلة منهم، وكذلك دعم هذا الكيان الغاصب من بعض حكومات العرب ومع ذلك إلى الآن هم يجرون ذيول الخيبة. ولعل مشاهد المظاهرات في العالم للتنديد بقيام الصهاينة بقتل الأبرياء أحرج حكومات صامتة كثيرة، وما قدمتهم جنوب افريقيا من دعوى أمام محكمة العدل الدولية وإدانتها بانتهاكات واضحة يدل دلالة واضحة على أنهم في أسوأ حالهم من حيث الضغط الدولي وتعريتهم. ولا شك أن المقاومة بصمودها أسقطت أقنعة دول الممانعة والذين كان يروجون أن الجيش الصهيوني لا يقهر ونحن يجب علينا المحافظة على حدودنا وقوتنا، في سنة 1967 هزمت إسرائيل جيوشا عربية عدة في أيام معدودة وهذه الهزيمة زرعت هذه الفكرة عن هذا الجيش الذي لا يهزم، وما كان له أن يهزمهم لولا التواطؤ. يقول المحلل الإسرائيلي «آري شافيت» في صحيفة «يديعوت»: إن لب الموضوع حرب طويلة، منذ 1948 لم تشهد إسرائيل حربا بهذا الطول، إسرائيل أيضا غير جاهزة لحرب طويلة، مفهوم الأمن القومي، خطة العمل العسكرية والروح الإسرائيلية طالبت دوما بحروب حسم قصيرة وساحقة، أحد لم يستعد هنا لحرب سنوات على نمط حرب الاستقلال الأولى أو الحرب العالمية الثانية. الساحة السياسية والوعي والنفس أيضا ليسوا جاهزين لذلك، نحن في ورطة إقليمية غير معروفة لم نشهد مثلها منذ 75 سنة». ختاماً: إن كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري في حركة حماس أول من هزت وأهانت هي المؤسسة العسكرية والجيش الإسلامي،،، اللهم نصرك المؤزر على أعدائك وأعداء الدين.