17 سبتمبر 2025
تسجيلخلال السنوات الأخيرة احتلت قطر المركز الأول في العديد من المجالات لما تتميز به من جودة تخطيط وإستراتيجية واضحة وعمل مُتقن، فمثلاً حصدت المرتبة الأولى عربيًا والثالثة عالمياً في ريادة الأعمال وفقاً لتقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال والذي يقوم برصد مستويات ريادة الاعمال في جميع أنحاء العالم منذ 21عاما، كما حلت قطر في المرتبة الأولى عالمياً في الأمن والأمان، وفقاً للتقرير العالمي لمؤشر الجريمة في 2020 الصادر عن موسوعة قاعدة البيانات العالمية (نامبيو) التي تعد من أكبر وأشهر قواعد البيانات على شبكة الإنترنت على العالم، وتهتم بتقييم مستوى الجريمة ودرجة الأمان في العالم، وتعد قطر الأولى عربياً في تصنيف المواهب العالمي، كما هي الأولى في مؤشر السلام العالمي 2020 في قائمة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومنذ افتتاح مطار حمد الدولي في 2014 حافظ على لقبي أفضل مطار في الشرق الاوسط وأفضل خدمة موظفين في الشرق الاوسط، كما حاز على المركز الثالث ضمن أفضل المطارات في العالم حسب جوائز سكاي تراكس العالمية للمطارات 2020، وتميزت الخطوط القطرية أيضاً وحصدت جوائز عدة لأفضل شركة طيران في العالم وأفضل درجة أعمال في العالم وغيرها من الجوائز، وفي 2020 حافظت قطر على المرتبة الأولى لعامين متتاليين ضمن أقوى 13 دولة في مؤشر الغذاء، أما في تقرير جودة التعليم فكانت قطر الرابعة عالمياً، كما أن إنجازات الرعاية الصحية عام 2019 وضعت قطر ضمن المراتب الأولى عالمياً في مؤشر الصحة، ناهيك عن اعتبار الدوحة عاصمة الرياضة لتميزها في استضافة البطولات الرياضية العالمية، وها هي تستعد لأهم مونديال عالمي في 2022، وقد تكون الدولة الأولى في العالم التي خصصت يوماً للرياضة تشجيعاً على الاهتمام بالرياضة. كل تلك الإنجازات التي لا تسع المساحة لسردها جميعها نفخر بها ولكننا نأمل أن يكون للسياحة في قطر تمّيز وتصّدر لمراتب أولى، ففي بحث سريع على الإنترنت للسياحة في قطر تجد بروز الفنادق والمجمعات التجارية فقط، في حين لا تجد ترويجياً سياحياً لكثير من المناطق السياحية في قطر التي تحتاج إلى اهتمام وترتيب وترويج لها، فهناك شواطئ كثيرة تحتاج إلى اهتمام أسوة بشاطئ سميسمة مثلاً لتكون مقصدا سياحيا مثل شواطئ دخان والغارية وفويرط والفركية والوكرة، فلو تم إضافة بعض الخدمات والمرافق العامة وبعض الالعاب للأطفال والفعاليات البسيطة وأكشاك المطاعم والمقاهي أو تخصيص أماكن للأسر المنتجة على أطراف الشواطئ وإن كان برسوم معقولة لأقبل عليها الناس ولانتعشت السياحة الداخلية، زكريت مثلاً من المدن الجميلة وبها آثار ومدينة تراثية جميلة يمكن استغلالها سياحيًا بإضافة مرافق ومقاهٍ وفعاليات مثل السينما المكشوفة وغيرها من الفعاليات تكون وجهة سياحية في الإجازة الأسبوعية، قلعة الزبارة كذلك بحاجة إلى بعض المرافق حولها واكشاك المقاهي ليتم استغلال المكان سياحياً ومحل لبيع التذكارات القطرية، تصّرف الدولة ملايين على الحدائق العامة التي تشرف عليها وزارة البلدية، ولكن لا يوجد استغلال سياحي لتلك الحدائق بتنظيم فعاليات جاذبة مناسبة لكل فئات المجتمع قد تكون فنية أو حرفية أو ثقافية وغيرها خاصة في فصل الشتاء والجو المعتدل. تُعّد كتارا الحي الثقافي الوجهة السياحية الاولى في قطر لما تتميز به من تنوع في الانشطة البحرية والبرية والثقافية والفنية وتوفر المطاعم بانواعها وممشى للرياضة وجهة للتسوق، تجربة سياحية متميزة لا تتكرر وتنظيم رائع وعمل متقن وبهدوء ينم عن رؤية وإستراتيجية ناجحة وإدارة واعية تضع المصلحة العامة نصب عينيها، فلماذا لا يتم الاقتباس من تجربة كتارا ومحاولة تنفيذ فعاليات متفرقة في الاماكن السياحية في قطر والترويج لها! تشَبع المجتمع من المعارض التجارية المتكررة التي يشرف عليها المجلس الوطني للسياحية وهم بحاجة إلى الخروج من الصندوق للترويج للسياحة لاسيما ونحن مقبلون على بطولة العالم 2022 ويتوجب عليهم رسم استراتيجية للترويج السياحي وأخرى للفعاليات خاصة وأن الدولة مليئة بمناطق مهمة يجب تسليط الضوء عليها والترويج لها لتحظى بإقبال العامة. أتوقع لو كان هناك تنسيق فعّال بين البلدية والمجلس الوطني للسياحة ووزارة التجارة والصناعة وربما كتارا لكانت المخرجات السياحية أكثر حيوية وإقبالاً من الجمهور ووصل صيتها خارجاً، أكثر من أن يكون دور السياحة مجرد تحصيل رسوم من بعض المشاريع السياحية الصغيرة مثل مراكب الكورنيش ومحلات تأجير البطابط في سلين مثلا، وفي المقابل لا تقدم لهم أية تسهيلات ولا خدمات ولا ترويج لمشاريعهم السياحية!. •لا يجب الاعتماد على الفنادق والمجمعات التجارية كواجهة سياحية بل لابد من وضع سياسة سياحية دائمة يمكن استغلالها في الصيف والشتاء، وتنفيذ فعاليات وأنشطة سياحية تروج لمدن ومناطق جميلة في قطر كل ما تحتاجه الاهتمام والتخطيط السليم! •كلنا يعاني من ارتفاع أسعار المنتجعات في قطر ولهذا لابد من تجهيز الشواطئ الممتدة على شبه الجزيرة القطرية وتجهيزها سياحياً وتوفير المرافق العامة ولا مانع من فرض رسوم معقولة والترويج عنها بحملات إعلامية مُنظمة!. [email protected] @amalabdulmalik