16 سبتمبر 2025

تسجيل

من أجل الأخوة التي تجمعنا...

17 يناير 2015

كأعضاء جسد واحد يجدر بنا بأن نكون؛ كي نعيش بتناغم ودون أن يعكر صفوها تلك العيشة أي شيء حتى وإن تحالفت المنغصات علينا؛ لأنها وفي نهاية المطاف مجرد اختبارات وُجدت؛ كي ندرك معها ومن خلالها قوتنا، ومدى قدرتنا على تحملها ومعالجتها متى تطلب الأمر ذلك، فنحن ومنذ أن وُجدنا على هذه الأرض (أخوة) تربطنا علاقة وثيقة أصلها الإنسانية التي تنبع منا، ولا يمكن بأن نفرط بها مهما كانت الظروف، ولكن ولأسباب نجهلها على الرغم من اتساع رقعة علمنا نظل نواجه بين الحين والآخر لحظات صعبة تشهد على اضطراب تلك العلاقة الوثيقة؛ بسبب تهديدات تطل عليها من قبل البعض ممن يُقدمون على تصرفات رعناء مُخالفة لإنسانيتهم، ويتسببون بها في كثير من الأذى لغيرهم ضمن مواقف لا حق لها بأن تكون، غير أنها تفعل، وتخلف بيننا بعض القلوب، التي تظل تعاني من أوجاع لا حصر لها، ولكنها (أي تلك القلوب) تفضل السكوت عن حقها؛ كي تمضي سفينة الحياة في طريقها دون أن يردعها أي شيء، في حين أن ما يحدث يستحق الردع فعلاً. أحبتي: ولربما يكون كلامنا في هذا اليوم مغلفاً بطبقة ضبابية يصعب معها التعرف على ما نريد الوصول إليه، ولكني وبآخر لقاء جمعني بكم ضمن حدود هذه الصفحة كنت قد أخبرتكم بالموضوع الذي أود تسليط الضوء عليه، وهو (الاستهزاء بالآخرين والتقليل من شأنهم، ومدى تأثير هذا الموضوع على ضحاياه) والحق أنه ما قد تم التطرق إليه؛ بسبب أثره الذي يضر بالفرد والمجتمع، ويحتاج إلى التوقف عنده (لا) صرف النظر عنه وكأنه لا يعنينا. إن ما نفعله بطرح هذا الموضوع يساعدنا في التركيز على من يقوم به أولاً: وهو من يعاني من خلل في بنيته الأخلاقية، التي أصبحت هشة لا يمكن الاعتماد عليها؛ لذا يكون من صاحبها ما يكون، حتى وإن كان فيه ما سيضر بغيره، كحرصه على الاستهزاء بهم، والتقليل من شأنهم دون أن يبدي أي شيء يترجم التأثر بما حل بهم بسببه، والحق أن وجوده وأقرانه بيننا سيلتهم بنية المجتمع وتركيبته، ويتطلب منا التوجيه؛ كي نُصلح ما يمكن إصلاحه، ونبث الأمل الذي يقوم على ظهر حقيقة أن القادم أفضل وأجمل بإذن الله تعالى، دونها تلك الأمراض والعاهات التي تشوه مجتمعنا الإنساني الجميل، الذي يستحق منا بذل قصارى جهدنا؛ كي نحافظ عليه على خير وجه. ثانياً: من يعاني من قهر التعرض لشر من سبق ذكره، أي ذاك الذي يعاني من خلل في بينته الأخلاقية بشكل يُبرر له التسبب بكثير من الأذى له، فيصمت ويتألم دون أن يدرك حجم معاناته سواه، رغم وجود من يدرك حجم معاناته بالفعل، ويرغب ببذل المساعدة الممكنة والمطلوبة في سبيل التخفيف عنه، قبل أن يتحول هو الآخر لوحش كذاك الذي تسبب له بكثير من الأذى، وساهم بتحويله إلى آخر لا يمت للإنسانية بصلة، فهو أقرب إلى أن يكون وحشاً لا رغبة لنا بوجوده بيننا بتاتاً، ولا بد وأن نسعى وبكل جهدنا؛ كي نمنعه من الظهور بمساعدته منذ البداية المطلقة، التي يمكن بأن نشهدها من أمامنا ويجدر بنا التدخل بكل ما نملكه من قوة؛ كي نحمي ونساعد. وأخيراً: فإن موضوعنا لهذا اليوم كموقف يمكن بأن يتعرض له أي واحد منا، وعليه وجب طرحه؛ كي ندرك ما يجدر بنا إدراكه عنه، وعليه إليكم ما هو لكم أصلاً. من همسات الزاوية كن كمرآة تعكس ما بداخلك من جمال للخارج، ولا تكن كمرآة تعكس ما بالخارج من قبح للداخل؛ لأنك وفي نهاية المطاف من سيُسدد (الفاتورة).