17 سبتمبر 2025

تسجيل

بطولةٌ عالـميةٌ وافتتاحٌ رائعٌ في وطنِ الإنسان

17 يناير 2015

للأوطانِ أرواحٌ هي إنسانيتُها الـمُرتكزةِ على عقائدِها وحَـيَـوِيَّـتِـها واحترامِها لـمواطنيها والبشريةِ جمعاء. ولها لغاتٌ تُخاطبُ العالَـمَ بها، هي الإنجازاتُ والتَّحَـضُّرُ والـمَدنيَّـةُ. ووجوهٌ هي قياداتُها وشعوبُها. أمسِ الأول، كان افتتاحُ مونديالِ اليدِ رائعاً مُعَـبِّراً عن رؤيتِـنا لوطنِـنا كجزءٍ من عالَـمٍ نتأثَّـرُ به ونُـؤَثِّـرُ فيه حضارياً من خلالِ الرياضةِ. وكانت لرعايةِ سموِّ الأميرِ الـمفدى له، وإطلالتِـهِ ببشاشتِـهِ وتواضعِـهِ الـمَعهودَينِ أثراً عظيماً في الجوِّ النفسيِّ الذي سادَ النفوسَ، وفي الصورةِ الكُـلِّـيَّـةِ لبلادِنا قيادةً وشعباً. وجاءَ فوزُ منتخبِنا على نظيرِهِ البرازيليِّ في مباراةِ الافتتاحِ كعنصرِ حَـشْـدٍ سيُسهِمُ في إنجاحِها جماهيرياً.كم رائعٌ أنْ نشاهدَ في شوارعِ الدوحةِ الحافلاتِ التي تحملُ أسماءَ الدولِ الـمشاركةِ، وهي تنقلُ اللاعبينَ من مقارِ إقامتِهِـم إلى صالاتِ التدريبِ، دون حمايةٍ أمنيةٍ ظاهرةٍ، فهذا دليلٌ على أنَّ الأمنَ هو جانبٌ حضاريٌّ قبل أنْ يكون عَمَلِـيَّاتياً، ويُشيرُ إلى أنَّ مجتمعَنا الحيَّ وإنسانَهُ الـمُبدعَ يحتضنانِ البطولةَ ويريانِ فيها جزءاً من تحقيقِ رؤيتِـنا الوطنيةِ لسنةِ 2030م.لقد نجحَتِ اللجنةُ الـمُنَظِّمةُ العليا، برئاسةِ سعادةِ الشيخِ جوعان بن حمد آل ثاني، في الإعدادِ للبطولةِ على أكملِ وجهٍ، إلا أنَّ نجاحَها الأكبرَ كان في استراتيجيتِها الإعلاميةِ الهادئةِ التي تُركِّـزُ على الأهدافِ النهائيةِ دون أنْ تسمحَ للمُـعَوِّقاتِ والـمُغرضينَ في تعطيلِ الجهودِ الجبارةِ الـمبذولةِ لإبرازِ الوجهِ الحضاريِّ للإنسانِ العربيِّ مُـمَثَّلاً في شقيقِـهِ الإنسانِ القطريِّ. ولابد لنا، بعد انتهاءِ البطولةِ، من مراجعةٍ ودراسةٍ مُحكمتين لهذه الاستراتيجيةِ بهدفِ الاستفادةِ منها مستقبلاً في إعداداتنا لـمونديالِ القدم 2022م.بطولةٌ عالـميةٌ وافتتاحٌ رائعٌ في وطنِ الإنسانِ، سيكون لهما أثارُهُما على حضورِنا الدوليِّ في الـمحافلِ الرياضيةِ، وسينعكسانِ إيجاباً على اقتصادِنا الوطنيِّ عبرَ دَعْـمِ الصناعةِ الرياضيةِ التي نسعى لجَـعْلِ بلادِنا إحدى ركائزِها العالـميةِ، وسيخدمانِ رؤانا السياسيةَ الـمُستندةَ إلى بُنًى سياسيةٍ وقانونيةٍ تتطوَّرُ يوماً فآخر.كلمةٌ أخيرةٌ:من السابقِ لأوانِـهِ، الحديثُ الفنيُّ عن أداءِ الـمنتخباتِ، لكن الفوزَ في مباراتِنا الأولى بعثَ الأملَ في قلوبِـنا لترتفعَ رايةُ بلادِنا على منصةِ التتويجِ، فتكتملُ الفرحةُ برؤيتِنا لها خَفَّاقةً إلى جوارِ رايتِنا العاليةِ كدولةٍ مُنَـظِّمَةٍ للبطولة.