06 نوفمبر 2025
تسجيلحين تعرضت صحيفة "شارلي ايبدو" الاسبوعية الفرنسية الساخرة، الأربعاء الماضي للهجوم الدموي من قبل الأخوين كواشي، لم يتردد العالم العربي والاسلامي شعوبا ودولا ومنظمات اسلامية في اعلان ادانته لهذا الاعتداء الاجرامي، بل وشارك قادة وممثلون لهذه الدول في المسيرة التاريخية في باريس ضد الارهاب.كما استحسن كثيرون في العالم الاسلامي، ما أبداه الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل من مواقف ميزت بين الاسلام وبين ما ارتكب من فعل اجرامي، باعتبار ان ما حدث من اعتداء على الصحيفة الفرنسية هو اساءة للديانة الاسلامية والمسلمين.لكن قيام صحيفة "شارلي ايبدو" التي تعاطف معها العالم، باعادة نشر صور مسيئة لمقام الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، عند صدورها واصرارها على تكرار الاساءة للاسلام، دون اعتبار لأكثر من مليار ونصف مليار مسلم؛ يؤكد ان هذه الصحيفة لا تأبه لمشاعر الامة الاسلامية.لقد شهدنا خلال اليومين الماضيين تظاهرات حاشدة وانتفاضة كبرى للعالم الاسلامي والامة العربية على المستويين الرسمي والشعبي، تنديدا بإصرار هذه الصحيفة على الاساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كان آخرها التظاهرات الواسعة التي شهدتها الكثير من الدول الاسلامية عقب صلاة الجمعة امس، للتعبير عن رفض المسلمين لأي اساءة لرموز الدين الاسلامي ومقدساته.ومثلما كان موقفها واضحا حول ادانة الهجوم الاجرامي على الصحيفة الفرنسية المذكورة؛ كان موقف دولة قطر واضحا أيضا هذه المرة إزاء نشر الصحيفة للرسوم المسيئة، حيث شددت على ان حرية التعبير لا تعني الاساءة للآخرين واستفزاز مشاعرهم والتهكم على معتقداتهم ورموزهم الدينية، مؤكدة أن مثل هذه التصرفات المشينة لاتخدم مصلحة أحد، بل إن من شأنها أن تؤجج الكراهية والغضب، وتمثل انتهاكاً للقيم الانسانية ولمبادئ التعايش السلمي والتسامح والاعتدال والاحترام المتبادل بين الشعوب.ان العالم بحاجة الى مبادرة يشارك فيها الجميع، لإرساء قواعد جديدة تعزز التعايش السلمي، وتقوم على احترام الآخر وعدم المساس بالمعتقدات والرموز الدينية.