14 سبتمبر 2025
تسجيللقد ابتليت مجتمعاتنا في الآونة الأخيرة بآفة الإدمان على استخدام الأجهزة الإلكترونية من الكمبيوتر واللابتوب والآي باد والأجهزة المحمولة وغير ذلك من الأجهزة التي سلبت عقول وقلوب شبابنا ومراهقينا، خاصة في الفترة الأخيرة.لقد كانت الروابط الأسرية كما نعرف قوية جداً في السابق ومتشعبة، وكان أفراد الأسرة كباراً وصغاراً يقضون معظم الوقت معاً في بيت العائلة وغالباً مايكون بيت الأسرة الممتدة تحت رعاية وتوجيه الجدين والآباء وكبار العائلة، فكان الجيل ينشأ وقد استقى كل المبادئ والقيم والعادات والتقاليد ممن حوله، وكان هذا الأمر يتم بكل بساطة وتلقائية لأن المربي الأول وشبه الوحيد هو العائلة، ومن ثم المدرسة والمعلمون.. أما الآن فقد اختلفت تلك القاعدة وبدأت اهتمامات الأطفال تختلف باختلاف الوسائل التكنولوجية، وتقل بانخفاض الروابط الأسرية في مقابل الالتفات للمعلومات التي يتلقونها من الإنترنت.لاشك أن للشبكة الإلكترونية إيجابياتها وسلبياتها، فقد جعلت العالم قرية صغيرة أمامنا فبمجرد لمسة واحدة تصبح المعلومة في متناول أيدينا.. ولكن كما نعرف جميعاً أنه كما يمكن الاستفادة منه فإنه من الممكن أن يكون المسبب الأكبر في الانصراف السلبي والوحدة والانعزال للشباب خاصة في سن المراهقة، كما يمكن أن يكون مسبباً رئيسياً لوقوع الخلافات الزوجية بسبب ادمان الجلوس عليه وإهمال الزوج لزوجته وبيته وأطفاله، أو العكس بأن تهمل الزوجة زوجها وبيتها ومسؤولياتها وتنصرف الى الإنترنت.. أو قد يسبب الإفراط في استخدامه دون وجود الوازع الديني أو التربية القويمة للوقوع بمايسمى بالخيانة الالكترونية في غرف الشات والمواقع الهدامة.. وغير ذلك من مسببات التفكك الأسري والتي لاتؤدي إلا للدمار. إن مايحكم الأمر هو الاتزان والاعتدال في التعامل معها، واستخدامها على أساس أنها وسيلة لتحقيق منفعة فقط وليست غاية يسعى الناس للحصول عليها من أجل المفاخرة والمباهاة، والانكباب عليها لدرجة تضييع العبادات، والمعاملات مع من حولنا.. ولنكن نحن المتحكمين فيها وليس العكس.. فلن يفلح قوم تحكم فيهم بلاك بيري أو آي باد أو آي فون وأخواتها... ابتسامة: يقول شاب.. ذات يوم انقطع التيار الكهربائي فاضطررت للجلوس مع عائلتي.. والحق يقال انني اكتشفت أنهم طيبون جداً...