11 سبتمبر 2025

تسجيل

قلوب أشد قسوة من الحجر!

17 يناير 2012

وزارات أوقاف في جميع الدول الاسلامية وأئِمة يعتلون المنابر وآخرون ينزلون منها يخطبون في الجُمع والجماعات، يتحدثون أناء الليل والنهار.. قنوات فضائية وإذاعات إسلامية موائد مستديرة تستضيف علماء دين يتحدثون في مختلف الأمور الشرعية يُبينون الحلال والحرام كُتب إسلامية للأئمة رياض الصالحين وما جاء في خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع هذه الخطبة الجامعة والتي رَكز فيها على أن سَفك دم المؤمن لأخيه المؤمن حرام وعرضه وماله وأن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وكل إنسان ينتظره حساب وعقاب نعيم أو عذاب!، فبرغم كل هذه المواعظ والعِبر والدروس التاريخية والتجارب والتي تُبين للإنسان هذا المخلوق الذي كُرِم بنعمة العقل دون المخلوقات الأخرى لكي يعرف الخطأ من الصواب وبالرغم من هذا كله فإن من ينظر في أحوال العالم العربي هذه الأيام يتعجب من هول ما يرى من مآس وأحداث جِسام، وظلم ضاقت به الأرض بما رحبت ومن جرائم لا يقوم بها إلا من تجرد من الإنسانية والرحمة والحلم ولا تليق بمسلم كتابه القرآن ونبيه محمد صلى عليه وسلم ودينه الإسلام، فهل الخطاب الديني فشل في التأثير على هذه القلوب التي بِقساوة الحجر حتى الحجر قد يلين كما وصفه القرآن الكريم يتشقق فيخرج منه الماء وتتفجر من خلاله الأنهار ويهبط من خشية الله فما بالك بالإنسان؟؟ فكيف يطيع هؤلاء الضباط والجنود المُكلفون بحماية الأوطان والمواطنين ويلطخون أياديهم التي سوف تشهد عليهم بدماء الأبرياء وينفذون تعليمات بشار أو علي صالح أو من تبقى من الظَّلمة والطغاة من أشباههم؟، ويعصون الله الذي توعد من يقوم بهذه الجرائم بالخلود في النار وبئس المصير والمنقلب وما أدراك ما النار فاليوم فيها مقداره يختلف عن تلك الأيام التي نعرفها، ونحن نعلم أن العالم العربي والإسلامي قد مرت عليه أحداث كان فيها اقتتال وفتن ولكن ليس بهذا الحجم وهذا الزَّخم الذي سوف يكون مُبرراً لمزيد من الأفعال لأعداء الأمة التقليديين والذين يرون فيما يقومون به لا يساوي شيئاً بما يقوم به بشار تجاه شعبه ومازال يصر في خطاباته على التدخلات الخارجية والإرهاب ويكيل التهم للآخرين الذين يريدون الخير لسوريا وشعبها!، فهل هذا يليق بمَن ينتمي لخير أُمة أُخرجت للناس تدعو إلى الأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وهم يفعلون العكس؟؟!! فهل بعد كل هذه المفاسد والإجرام في دول إسلامية يفكر أحد بالدخول في الإسلام البريء من أفعال هؤلاء الذين خسروا الدنيا والآخرة؟؟ ونحن نرى شعوباً ودولا لا تدين بالإسلام لا تقوم بهذه الأفعال التي حُرِّمت وجُرِّمت في مختلف الأديان والتي تعرف جيداً مبادئ حقوق الإنسان المختلفة، فنحن من بدل الضلم بالعدل والشر بالخير وقربنا بطانة السوء وأبعدنا بطانة الخير والتي أمر الدين الإسلامي بقربها من مواقع المسئولية لأن لها انعكاسات إيجابية على الجميع، فلو كانت موجودة لما وصل الحال لما هو عليه في العالم العربي ولكانت سداً منيعاً في وجه الظلم وأرضا خصبة تَينع فيها نباتات العدل والمساواة وتُثمر وسياجا منيعا يحيط المال العام ويمنع استغلاله أو سرقته ويعين من وَلاَّهم الله على شئون المسلمين على تحمل هذه المسئولية كما إن هذه المظالم التي تُرتكب نُلقي بها مباشرة على الزعماء بحكم أنهم من يرأس الدول وهم من سوف يُسألون عن جميع المظالم التي تقع على الناس سواء بعلمهم أو غير ذلك، أجل لماذا لم يحسنوا الاختيار وهم يعلمون إن هناك أشرارا وهناك أخيار؟ وكم وكم من الأفعال تُرتكب باسم الزعماء وهم منها براء من بطانة السوء، وآخر الكلام في الجاهلية كان سفك دماء الأبرياء من أسهل الأشياء والقوي فيها يأكل الضعيف وجاء الإسلام الذي ضبط هذا السلوك المُشين المرفوض في كل المَلل وحوله إلى سلام وتفاهم ومحبة ولكن ما نراه هذه الأيام يذكرنا بعودة تلك العصور الغابرة!. [email protected]