11 سبتمبر 2025
تسجيلهناك الكثير من اللحظات التي تمر من أمامنا وبكل خفة وإن كان ما تحمله في جوفها (أكبر من أن نغفله)، ولكننا ورغم ذلك نقوم بإزاحة كل ما يعوق طريقها لتمر وبكل يُسر دون أن نُعقب عليها، أو نعاقبها على فكرة المرور تلك، فتجدنا وبكل بساطة نتباهى بهذه الكلمات التي لا ندرك كيف نطقنا بها وقلنا: Just pass، وهي تلك التي نعرف أنها ما كانت لتكون إن أدركنا ضرورة التعرف على ما يجري من حولنا. حين نتحدث فإننا نُمرق من الكلمات ما يحلو لنا، دون أن نُمعن النظر فيه، أو أن ننصت إلى ما نقوله فعلاً؛ لتخرج الكلمة ككلمة تُوجه للآخر وتتوجه به حيث نشاء، أو كلكمة نُسددها له ظناً منا بأنها خدمة نُسديها إليه، وسيفرح بها بعد أن يستوعب مغزى الكلام، والمشكلة أننا لا نفهم ما نريده من ذاك الذي نقوله أصلاً؛ لينتهي الوضع بإصابات مَرَضية وغير مُرضية، وخسائر تكاد تبدأ ولا تنتهي، وموجة متلاطمة من الحسرات والويلات تخرج متلعثمة لا ندرك منها سوى ما مفاده: I wish that time can go back again، ولكنها مجرد أمنية لا تقوى وإن اجتمعت وكل قوى الأرض على أن تتحقق يوماً، مما يعني أن الفرصة مستحيلة بعودة اللحظات لمجرد لحظات فقط قبل أن يكون منا ما قد كان، ويبقى السؤال: هل العودة بالزمن ستحسن أوضاعنا للأفضل؟ أم من الأفضل أن نسعى إلى تحسينها بتخطيط سليم يضمن لنا حياة جميلة من زاوية واحدة إن لم تكن من كل الزوايا؟ وماذا بعد؟ الخطأ وارد في حياتنا كبشر، ولا ضرر منه ألبتة؛ لأننا نتعلم منه أياً كان حجمه، ونحرص على عدم الوقوع فيه من جديد، وذلك برسم خطة تُجنبنا شر ذاك الخطأ، ولكن ذلك لا يعني أن ندرك موطنه الأصلي؛ لنعود إليه ونكرره مراراً وتكراراً، وكأننا نجهل حقيقة أنه ذاك الذي وعدنا بتركه والإقلاع عنه يوماً. نحن بشر، والخطأ وارد في حياتنا، غير أننا لا نتفق عليه، فلا يقع منا جميعاً في نفس الوقت، أو بنفس الشكل، أو اللون، أو حتى الحجم، بل يقع مختلفاً كل مرة، مما يعني أن المحاسبة ستختلف، وجلسة الحساب لن تفرز قرارات مشابهة، ولكنها ستكون بحسب ما نكون عليه، وما نفكر فيه، وهو ما يجبرنا على التفكير ملياً بالخطأ الذي يقع منا، وكيفية تجنب الوقوع فيه من البداية أصلاً؛ وذلك كي نحافظ على الآخرين الذين يهمنا أمرهم، ويهمنا ألا نثير استياءهم في كل مرة يكون منا ما سيكون من خطأ لربما يقف كخط نهاية لعلاقة جمعتنا بهم لأعوام طويلة. العفوية جميلة، ولكن التخلي عنها أحياناً أكثر جمالاً؛ لأنه يحملنا على التفكير بالآخر وبكل احترام؛ كي نبين له حجم التقدير الذي نكنه له. والآن أيها الأعزاء فلنخرج في جولة بالذاكرة؛ لنتذكر من خلالها الأشخاص الذين ولربما قذفناهم بـ (غلطة) ما، فوترنا العلاقة التي تربطنا بهم؛ لتبدو مضطربة ينقصها العقل وبعقل، وكل ذلك لأننا لم نحاسب ما سبق أن قلناه لهم، أو فعلناه بهم، والفضل كله لتلك الـ (عفوية) التي بدأت كذلك، ولكنها فقدت عفويتها حين تكررت منا، واتخذناها ستاراً لكل ما نود قذفه دون حساب نُحاسب أنفسنا به، ومن ثم فلنعتذر لهم، ونسعى إلى تعويضهم بأبسط ما يمكن أن يكون ألا وهو: الوعد بأن نُحاسب قبل أن نتفوه بكل وأي شيء يحلو لنا، وهو ما ليس لنا أصلاً. وأخيراً فلتتذكر: بأن الاعتذار من الأمور التي سترفعك، أما الخوف منه فمن الأمور التي ستضعك، ولك وحدك حرية الاختيار. (فليوفق الله الجميع). ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]