13 سبتمبر 2025

تسجيل

الاحتفال باليوم الوطني دروس وعبِّر

16 ديسمبر 2020

للاحتفال باليوم الوطني هذا العام دلالات عظيمة، فهو يعني بالنسبة لنا (الأرض والتاريخ والذكرى والأهل والحب، والعزة والكرامة، والحمد والشكر على العطاء). إنه يوم نعبّر فيه عن فخرنا بالانتماء إلى هذه الأرض الطيبة، وعن ولائنا لقيادتنا الحكيمة،، لذلك تجسدت هذه المعاني في شعار هذا العام، الذي جاء متوافقاً ومتطوراً مع الأحداث، حيث يحمل في طياته الحمد والشكر والثناء على العطاء الرباني لهذا الشعب العظيم، والحمد على النعم وعلى التغلب على المحن والنوائب. غياب الاحتفالات والفعاليات غابت عن الساحة مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة هذا العام، بسبب الإجراءات الاحترازية لكبح جماح وباء كورونا، وحلت مكانها المعاني السامية بالشعور والحس الوطني بهذا اليوم، الذي له مكانة خاصة في قلوب القطريين من خلال الشكر والحمد لذي العرش على النعم التي أنعم الله بها علينا، وعلى تحملنا للنوائب التي تجاوزتها دولتنا الحبيبة بفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو أمير البلاد المفدى، وحلت مكانها أيضاً الذكريات الجميلة بهذه الاحتفالات، خاصة خلال السنوات الماضية التي عاشت فيها قطر أعمق أيام الوطنية والولاء والتكاتف والالتفاف حول قيادتها الحكيمة.. حفظ الله حكام قطر. لو كان الوطن إنساناً؟ لو كان هذا الوطن كياناً نتحسسه لوصفناه بأنه هو الحضن الدافئ، الذي نحتاج إليه لنشعر عنده بالراحة، وفي ضحكته وسعادته نرى الكثير من الأمل، ونقول له إن الوطَن قضية تستحق أن يعيش الإنسان من أجلها ويناضل في سبيل رفعتها وعليائها، وهو حكاية نرويها لأطفالنا في المساء فينامون بهدوء وراحة بال، الوطَن فكرة، والأفكار لا يحسِّن الموت اصطيادها. محطة نسأل فيها عن أنفسنا الاحتفال باليوم الوطني هو محطة رئيسية يقف عندها شعبنا كل عام وهو يزداد قوة وحباً وولاء لهذا الوطن، لذا يجب علينا أن نسأل أنفسنا أولاً، لقد قدم لنا الوطن الكثير والكثير وجعلنا نعيش بعزة نفس بين شعوب العالم أينما ذهبنا وتجولنا، فماذا قدمنا نحن له؟، الإجابة على هذا السؤال هي التي تجعل كل فرد منا يقف عندها كثيراً وينظر كل منا في موقعه ماذا يمكن أن يقدم لهذا الوطن الذي أعطاه هذه الحياة الكريمة، ولو وضعنا هذا الوطن وإنجازاته وعطاءه نصب أعيننا ونحن نعمل سوف نكون أوفينا بحقه علينا، المهندس في موقعه والطبيب في موقع عمله، وموظف الدولة يعمل بضميره ولا يهمل في واجبه. كيف نعبر عن حب قطر بصورة واقعية؟ أوصي كل أسرة أن تجتمع في بيتها ويقوم رب الأسرة أو كل فرد من أفراد الأسرة بقول كلمة ونبذة عن الوطن، وماذا يعني له الوطن، لنكمل الصورة البهية التي رسمتها لنا قيادتنا الحكيمة بإنجازاتها الواضحة للعيان، حتى الشباب والشابات إذا خرجوا مع أصحابهم للتنزه في أحد المطاعم أو المنتجعات، ممكن أن يخصصوا جزءاً من هذا الوقت الممتع للحديث عن الوطن، وعن الإنجازات العظيمة التي قامت بها الدولة سواء في الطرق والجسور والمنشآت العملاقة التي قامت بها الجهات المعنية بالدولة أو بإقامة الفعاليات والأنشطة الكبيرة الإقليمية والدولية التي احتضنتها بلدنا الحبيب، وكذلك مواقف قطر الدولية الشامخة أمام كافة القضايا الدولية والإقليمية. كسرة أخيرة الدروس والعبِّر المستفادة من الاحتفال باليوم الوطني عديدة ولها معانٍ سامية، منها الشعور بأهمية تنمية الحس الوطني والمحافظة على مكتسبات الوطن لدى المواطن والمقيم على حد سواء باعتبار انهم ينعمون بخيرات هذا البلد، وكذلك توحيد للقلوب قبل أن تكون توحيداً للديار والأقاليم، كما أن الاحتفال يعيد لنا ذكرى عظيمة وهي دور المؤسس في توحيد الكلمة وتوحيد البلاد، ونقل المبادئ العظيمة التي اتسم بها أجدادنا الأفذاذ الذين جاهدوا في الحفاظ على وحدة البلاد ومتانة قوتها في مجابهة الاعتداءات والأطماع التي تجاوزوها بالصبر والإيمان بالله، ونقلوها لنا عبر الأجيال ونحن نستذكرها عاماً بعد عام ونرفع شعاراتنا المقتبسة من أقوال المؤسس لنستمد قوتنا في ولائنا ورفع الحس الوطني والمسؤولية تجاه هذا الوطن المعطاء. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية [email protected]