21 سبتمبر 2025

تسجيل

القدس توحد العالم

16 ديسمبر 2017

قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة أثار مشاعر الغضب واستنفر العالم للتأكيد على الحقيقة التي كانت مغيبة أو متروكة لنتائج عملية السلام، وخاصة مفاوضات الوضع النهائي، وهي أن القدس الشريف عاصمة الدولة الفلسطينية، وأنه لا يمكن انتزاعها، أو طمس هويتها، أو تغيير ملامحها الجغرافية والتاريخية، أو تهويد تركيبتها السكانية بجرة قلم أرعن. المجتمع الدولي لم يتوحد في التاريخ إلا في الحالات التي تهدد الأمن والسلم العالميين، وقضية القدس لا تخص فلسطين وحدها ولا العرب وحدهم ولا المسلمين وحدهم، بل تخص العالم أجمع، ولذلك وقف العالم موقفا يلامس حدود الإجماع عنوانه الرفض والشجب والاستنكار لهذا القرار، حتى عندما بادر نتنياهو، معتقدا أنها اللحظة التاريخية المناسبة لاقتناص فرصة تذويب الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي في القدس، كان الرفض والصد يطرقان أذنيه وهو جالس وراء أبواب مغلقة في باريس وبروكسيل وغيرها من العواصم الأوروبية التي زارها صبيحة القرار المشؤوم. إنها لحظة تاريخية وحدت العالم حول قضية تاريخية، كانت موضع حروب وصراع سياسي منذ أكثر من 50 عاما، وهي أن القدس عاصمة دولة فلسطين وحق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة وفقا لقرارات الشرعية الدولية وجميع مبادرات السلام بما فيها المبادرة العربية، وهذا الموقف هو ما كانت قطر ومازالت سباقة في التأكيد عليه .