11 سبتمبر 2025

تسجيل

من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً؟!

16 ديسمبر 2015

يتسابق الناس في دنياهم إلى إقراض الغني الممتلئ؛ فالسداد مضمون، والاعتزاز بمثل هذا القرض معلوم. ومن هنا تأتي أهمية النداء والطلب من الله الغني عن عباده: "من ذا الذي يقرض الله؟"، هتاف موحٍ مؤثر آسر، يخاطب الغنيُ الفقير والقويُ الضعيف والعزيز الذليلَ، بمثل هذا اللون من النداء! القرض الحسن من أبواب الخير العظيمة، التي أضحت من السنن المهجورة، حتى اختفت من تعاملات المسلمين إلا ما ندر، ليحل محلها القرض البنكي، أو التسول! ولو علم المقرض ما أعده الله من الأجر والفضل، لما مر عليه يوم إلا وهو ملتمس رضاه في ذلك، وتلك بعض الفضائل:أولاً: القرض يَفْضُل الصدقة في الأجر، فقد ورد في سنن ابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبًا: الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ، فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ.. مَا بَالُ الْقَرْضِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ، قَالَ لأنَّ السَّائِلَ يَسْأَلُ وَعِنْدَهُ، وَالْمُسْتَقْرِضُ لا يَسْتَقْرِضُ إِلا مِنْ حَاجَةٍ".ثانياً: في القرض تفريج لكربة سائل، يقابلها تفريج كربة للمعطي في الآخرة، وشتان بين الاثنين (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة).ثالثاً: يصل أجر القرض إلى أجر تحرير الرقبة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من منح منيحة لبن أو وَرِق أو هدى زقاقاً، كان له مثل عتق رقبة".رابعاً: تأخر المقترض في الأداء له ثمنه عندالله! فعن بريدة ـ رضي الله عنه ـ قال: "سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ((من أنظر معسراً فله بكل يوم مثله صدقة))، قال: ثم سمعته يقول: ((من أنظر معسراً فله بكل يوم مثليه صدقة))، قلت: سمعتك يا رسول الله تقول: ((من أنظر معسراً فله بكل يوم مثله صدقة))، ثم سمعتك تقول: ((من أنظر معسراً فله بكل يوم مثليه صدقة))، قال: ((له بكل يوم صدقة قبل أن يحل الدين، فإذا حل الدين فأنظره فله بكل يوم مثليه صدقة)).خامساً: حسن معاملة المقترض مظنة مغفرة الله عز وجل، في الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((كان تاجر يداين الناس، فإذا رأى معسراً قال لصبيانه: تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه)).