31 أكتوبر 2025
تسجيلما يثير في التصريحات العنصرية التي تطلق بين الفينة والأخرى، وخصوصا في وقت الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية، أن العديد يقف متفرجا ولا يبذل جهدا في الرد عليها أو دحضها، ولكن يبدو أن الحال قد تبدل، وهو ما يجب أن يكون عليه. التصريحات الأخيرة لدونالد ترامب، المرشح الأبرز في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، دعا إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، معتبرا أن الأمر ضروري لضمان الأمن. كما نشر ترامب كتابا بعنوان "أمريكا المريضة: كيف نستعيد عظمة أمريكا" ، استعرض فيه ما يصنفه آفات تعاني منها الولايات المتحدة، يدافع فيه عن رغبته في بناء جدار على طول الحدود المكسيكية. المكارثيون الجدد، على رأسهم ترامب، يسعون لاغتيال الآخر معنويا عبر اتهامات بالجملة تطعن في شرفهم ووطنيتهم، ثم التنكيل بهم وإقصائهم، كما فعلوا بالأمس بالاتهامات ضد المخالفين معهم، حيث صنفوهم شيوعيين وغير وطنيين، وخاصة العرب والمسلمين وأبناء المهاجرين من أمريكا اللاتينية. بطل العالم السابق في الملاكمة للوزن الثقيل محمد علي كلاي، هاجم ترامب لدعوته منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. وأشار الى انه ليس من الإسلام بشيء قتل الأبرياء في باريس أو سان برناردينو أو أي مكان آخر في العالم، والمسلمون الحقيقيون يعرفون أن العنف الوحشي الذي يمارسه من يطلق عليهم (الجهاديون) يتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي. وتاريخ "كلاي" يشهد له انه منع من ممارسة الملاكمة بعد أن توج بطلا للعالم في الستينيات لرفضه القتال في الحرب الفيتنامية على أسس دينية. أوباما في خطابه الثالث منذ أصبح رئيسا قبل سبع سنوات، رد على اتهامات ترامب، وأكد انه لا يمكن السماح بأن تصبح هذه حربا بين أمريكا والإسلام، فهذا أيضا هو ما تريده تنظيمات مثل الدولة الإسلامية داعش. التصريحات العنصرية والتحريض والكراهية مرفوضة، ويجب على العالم أن يدينها ويرفضها ويتصدى لها، فإذا كان ضحاياها اليوم مسلمي العقيدة، فغدا سيكون غيرهم، فهذه اللعبة القذرة ليس لها حدود تقف عندها!