التحالف الإسلامي ضد الإرهاب

جاء الإعلان عن تشكيل تحالف عسكري اسلامي من 34 دولة بهدف "محاربة الإرهاب"، في الوقت المناسب، ولانبالغ إذا قلنا إنه جاء لضرورات حتمية أفرزتها متطلبات الظرفية التاريخية الخاصة التي تمر بها المنطقة، بل والعالم الاسلامي أجمع، الذي تمزقه اليوم جماعات إرهابية متطرفة باتت خطرا على أمنه واستقراره، بل وتهدد كيانه. الدول المنضوية تحت لواء هذا التحالف، تواجه عدوا مشتركا، وهدفها محدد وواضح، وهذه ميزة ستكون من أهم عوامل نجاح هذا التحالف، ودوله ستتبادل المعلومات والمعدات والتدريب، انطلاقا من مركز العمليات المشتركة في الرياض، وستنشر قوات اذا لزم الامر، كما أن رؤيتها تتفق مع رؤية العالم أجمع في ضرورة مواجهة هذه الآفة الخطيرة، التي أصبحت ظاهرة كونية تضرب في أي بيئة وجدتها خصبة بفعل الدكتاتورية، أو ملائمة بفعل عوامل أخرى، لتشكل حاضنة لمثل هذا النوع من الأعمال العنيفة، وكما أكد ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان فان هذا التحالف "يأتي من حرص العالم الاسلامي لمحاربة هذا الداء الذي تضرر منه اولا قبل المجتمع الدولي ككل".الترحيب الدولي، والتأييد العربي والاسلامي الذي قوبل به الاعلان عن هذا التحالف يعكس تعطش المنطقة، وحاجة العالم لجهد مشترك، سيكون دون شك بحاجة إلى دعم وتأييد الحلفاء والأصدقاء ليؤتي ثماره المنشودة، ويحقق أهدافه المرتقبة بإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، واجتثاث جذور هذه الآفة، حتى يعود للعالم أمنه واستقراره.