14 سبتمبر 2025
تسجيلتدفق بهجة الاحتفال باليوم الوطني أصبح عادة تعهدت قطر الحبيبة بالالتزام بها سراً وعلناً، والدليل هو ما نراه من تناغم الجهود، التي تحاول رفع اسم قطر من خلال أفعال وإن اختلف حجمها إلا أنها تظل حريصة بل وملتزمة كل الالتزام بترجمة ما تعنيه تلك البهجة، التي تعبر بشكل من الأشكال عن تأصل معنى (الوطنية)، التي لا يمكن أن تظهر بين ليلة وضحاها وذلك لأنها نتيجة تراكمية بل وحتمية لبداية شهدتها البداية المطلقة، والحديث عن تلك اللحظات التي تشهد وتصدق على (التربية الوطنية) المطلوبة في سبيل مد المجتمع بجيل يتمتع بما يكفي من الوعي، الذي يدرك معه ما عليه وما له. وما نراه من بهجة تظهر من خلال مظاهر الاحتفال باليوم الوطني ليس وليد لحظة قررنا فيها الاحتفال، لكنه ما جاء كحصيلة ممتدة لبذرة سبق أن غُرست في الأجيال السابقة، ولابد لها أن تُغرس في الأجيال اللاحقة التي ستعقبنا وستتولى مهمة إدارة دفة الأمور، وتوجيهها نحو الأفضل الذي تستحقه قطر وكل من على أرضها ويتمتع بالتزامه التام ببذل أفضل ما لديه؛ للخروج بأفضل ما يمكن أن يكون له إن شاء الله ذلك.يشهد الوطن تقدماً ملحوظاً في جميع المجالات وعلى جميع الأصعدة والحمد لله، وهو ما لن يختلف عليه أحد؛ لذا فلقد كان كل ذلك ما تباهت به قطر، وافتخر به شعبها بفضل توفيق الله لنا، ومن بعده توفقنا بأميرٍ تفوق بكل ما تحمله كلمة (التفوق) من معانٍ كانت له لتَمَيزهِ بدرجة عالية من الإنسانية تُدرَك من خلال تواضعه الذي يُقربه من شعبه، فجعله الأب، الأخ، الابن وبكل فخر، وهو ما كان بفضل توجه سموه الجاد نحو تكوين بيئة عظيمة تقوم على نجاح الفرد فالجماعة، وبدأ به حين جعل الإنسان القطري وتطوره على رأس قائمة القضايا التي تشغله، ويحرص على الاهتمام بها وبشكل شخصي، عَمَدَ إليه؛ لمعرفته بأهمية الفرد ودوره الفعال في إحداث التطور المطلوب، الذي سيساهم على المدى البعيد بعملية تطوير مجتمعه؛ ليبلغ أعلى المراتب بين المجتمعات الأخرى، والحق أنه ما قد تحقق وبالفعل نتيجة اجتماع الإنسان بالقائد في قالب واحد عُرِف بسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذي أعجبت كما فعل غيري بتواضعه الذي جمعه بأبناء شعبه في العديد من المحافل كأب، وأخ، وإنسان يندمج بأخلاقه العالية، التي ميزته كقائد ومن قبلها كإنسان، لاشك يعني لنا تواجده الكثير الكثير مما لا يمكن إدراكه دفعة واحدة.. فالأمر يحتاج إلى مساحات أكبر تسمح لنا بذلك، والأمل بأن تكون لنا في المرات القادمة إن شاء الله.أحبتي: حين تصلكم هذه الكلمات صباح هذا اليوم، وتتابعها نظراتكم المُتابعة لجديد هذا العمود، أتمنى أن تتمكن من ملامسة قلوبكم كما لامست قلبي الذي خرجت منه؛ لأنها تتحدث عن تاريخ سيفتخر به التاريخ يوماً (ما)، فهو ما ينادي بحب الوطن ليس في يوم واحد من العام نشحذ له الهمة طوال العام، لكنه الحب الذي يمتد معنا في كل يوم نعيشه ونعيش من أجله، ونضحي بكل ما نملكه من أجله أيضاً، دون أن نبخل بجهودنا أو وقتنا، بل وعلى العكس تماماً نحرص بكل جد على أن نُقدم له الأفضل؛ لأنه ما يستحق أن يكون منا بتضافر الجهود وتكاتفها مع توجيهات سمو الأمير الذي يسمو بأخلاقه العالية، التي تستحق منا محاكاتها، وغرس جميلها في أطفالنا اليوم وصناع الغد في الغد إن شاء الله.اليوم الوطني هو كل يوم نعيشه من أجل الوطنفإنه ليسرني أن أتوجه بأروع الكلمات بل وأصدقها؛ كي تُرفع من مقامي المتواضع إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والأمير الوالد سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بمناسبة اليوم الوطني الذي سنحتفل به وسنظل نفعل في كل يوم من أيام العام وذلك لأن اليوم الوطني هو كل يوم نعيشه من أجل الوطن؛ لذا وبكل فخر أقولها (دام عزكِ يا قطر).