12 سبتمبر 2025
تسجيلاكتملت الصورة البهية التي رسمتها بلادنا الحبيبة لاستقبال ضيوف العالم للمشاهدة والاستمتاع بأجواء وفعاليات يشاهدها جمهور كرة القدم لأول مرة منذ قيام بداية انطلاق بطولات العالم لكرة القدم في النصف الأول من القرن الماضي، وهذا محل اعتزاز وفخر لنا كقطريين وعرب أن تنظم بلادنا لنسخة استثنائية فريدة منذ ولادة هذه البطولة العالمية، وبالصورة البهية التي ظهرت بها الدوحة أمام العالم استحقت بالفعل لقب عاصمة الرياضة العالمية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى حيث احتضنت الكثير من الألعاب الرياضية العالمية في السنوات القليلة الماضية ولاقت النجاح الباهر الذي شهدت به جميع الأوساط الرياضية، وهذه الجاهزية بالتأكيد لن تأتي من فراغ وانما وقف وراءها رجال من أبناء هذا الوطن تحلوا بالوطنية والنزاهة والضمير الحي مما وفقهم في تقديم هذه الصورة الزاهية التي ظهرت بها دوحتنا هذه الأيام. الاستعدادات المبكرة جاء في مقدمة ظهور بلادنا بهذه الصورة البهية ونجاحنا في إبهار العالم للتحضيرات المبكرة التي قامت بها الجهات المنوط بها بالتجهيز والتحضير لهذا الحدث العالمي ومن خلال تنسيق محكم بين جميع الأطراف على قدم وساق؛ من أجل تقديم تجربة استثنائية تتيح لعشاق كرة القدم من مختلف دول العالم الاستمتاع بتجربة كروية على أرض قطر، التي تعهدت بتقديم نسخة غير مسبوقة من المونديال، بعد أن رفعت سقف التحدي بتنظيم أول بطولة محايدة للكربون تراعي مبدأ الاستدامة، وبالتوازي مع ما تم إنجازه سابقًا من تنظيم فعاليات عالمية أبهرت الجميع، ونفخر بأن قطر نجحت في إبراز وجهها الحضاري وإرثها الجمالي للعالم من خلال هذا المونديال. شكراً مبادرة زينة وما نراه اليوم من اكتمال الزينة التي تتجمل بها جميع مباني البلاد خاصة الأماكن والشوارع التي تدخل ضمن فعاليات البطولة لم يكن وليد اللحظة بل جاء بتخطيط سليم من اللجنة المنظمة ومبادرتها الناجحة (زينة) بالشراكة مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث التي شارك فيها ممثلون من عدة جهات معنية بالبطولة وبذلت مجهودات ضخمة من أجل إظهار الدوحة بهذه الصورة الرائعة التي انبهر بها المواطنون والمقيمون قبل الزوار، شوارع ومباني بدت في أجمل حلة زاهية تخطف الأنظار من شعارات ولافتات الترحيب التي تصدرت المشهد على واجهات الأبراج بمنطقة الدفنة وجميع المناطق بالدولة، والأعمال الفنية والرسومات والاضاءات الجميلة لابراز وجه قطر الحضاري، وجعل كأس العالم حدثاً مميزاً، كما ستكون هناك مسابقات يحصل عليها الفائزون على جوائز مالية قيمة كما أعلنت اللجنة المكونة لمبادرة زينة، ومبادرات التحفيز للموهوبين عمل دأبت عليه بلادنا الحبيبة في كل مناسبة وطنية لتشجيع مواهبنا الوطنية لتقديم مزيد من الابداع وهذه مناسبة تعتبر فرصة لهؤلاء المبدعين لاظهار مواهبهم وابداعاتهم، وجاءت هذه الجهود الجبارة بفضل تكاتف جميع الجهات في الدولة، ولعل أبرز مثال على ذلك حفل القرعة الذي احتضنته قطر في الأشهر القليلة الماضية بحضور أبرز الشخصيات العالمية المرموقة في مجال كرة القدم، وقد أشادوا جميعا بما شاهدوه، سواء خلال الحفل الذي بلغ درجة عالية من الامتياز، أو التجهيزات والملاعب التي رأوها في زياراتهم السابقة، واطّلعوا على تطورها في زياراتهم التالية. رسائل مطمئنة للعالم عاصمة الرياضة العالمية نجحت مبكراً في بعث رسائل طمأنة لجميع زوار المنطقة والمسؤولين بالفيفا بقدرتها على استقبال وضيافة جميع الوافدين اليها، سواء في الفنادق او المنازل أو قرى المشجعين المجهزة بكل وسائل الراحة حتى المساكن المعمولة في السفن التي ترسو في الموانىء البحرية في تجربة فريدة من نوعها، وتشعر أن التركيز كان على أدق التفاصيل ليظهر للعالم أسلوب بلادنا قطر من أجل ابهار العالم مثلما فعلنا في الأحداث العالمية السابقة التي برعنا في تنظيمها مثل بطولة العالم لألعاب القوى 2019 بمشاركة أكثر من 2000 رياضي من مختلف دول العالم، وتنظيم كأس الخليج (خليجي (24)، وتنظيم بطولة العالم لكرة اليد عام 2015، علاوة على الدوري الماسي لألعاب القوى، وبطولة العالم للملاكمة، وبطولة قطر للسباحة، وبطولة العالم لألعاب القوى للمعاقين وكأس العرب والسوبر العربي وقبلها كأس العالم للأندية، وغيرها من البطولات التي حققنا فيها نجاحات نالت الاشادات الدولية، وكانت هذه كلها رسائل اطمئنان للعالم بأننا قادرون. كسرة أخيرة قطر عاصمة الرياضة العالمية استكملت بنجاح استعدادتها للعرس الكروي الأكبر في العالم وها هي أبوابها مفتوحة لضيوفها الكرام من مشجعي المونديال، وتدعوهم لعيش تجربة ممتعة غير مسبوقة ستظل محفورة في أذهان الملايين حول العالم لعشرات السنوات القادمة بداية من انطلاق صافرة البداية في 20 نوفمبر الجاري وحتى 18 ديسمبر وتعيش بلادنا على أنغام نهضة رياضية كبيرة تتخللها فعاليات غير مسبوقة ليلتحم اليوم الختامي للبطولة مع اليوم الوطني ويترجم شعارنا الذي رفعناه لهذا العالم (وحدتنا مصدر قوتنا).