13 سبتمبر 2025
تسجيلفي مثل هذه الأيام في منتصف السبعينيات من كنا صغاراً نذهب إلى القنص مع أبي وعمي -رحمهم الله وأموات المسلمين- وهم من أشهر قناصي ذيّك الأماكن ومعي ابن عمي، وكنا نجلس في الخلف لكي نرى كل شاردة وواردة من أرانب أو كراوين أو حباري، وهي كانت الهدف الأسمى. وكانت الإمكانيات في ذلك الوقت بسيطة وكان القليل من الناس من يملك طائر الشاهين أو الحر الأشقر وهو عند الميسورين حالاً، فكانت الأغلب طيور مثل الوكري والجوبي والجرانيس و بعض الحَرّار والتي كانت المفضلة عند المقانيص نظراً لنظرها الحاد وسرعة وسهولة تدريبها، بل هي متكاملة لغرض المقناص من جميع النواحي، والحَرّار هي ملوك طيور المقناص بلا منازع حتى ولو كان الشاهين ذا سرعة فائقة وينقض على الفريسة بسرعة البرق أو الجير الذي لم يكن معروفاً !! وفي ذلك الوقت كان البر مفتوحاً على مصراعيه بلا حواجز ولا أملاك خاصة ولا هو مقسم بهذه الصورة حتى ضاقت المساحة على أهل هذه الهواية ؟؟ كما كان عدد القناصين محدوداً في البر الشمالي شمال الذخيرة، وكنا نرى نفس الأشخاص عندما نذهب الى المقناص منهم أهالي الذخيرة والخور ومن المناطق المجاورة. وحسب ما سمعت من الوالد بأنهم صادوا حَرّ به وسم لإحدى العائلات المالكة في دولة قريبة من قطر فكان فال حسن عليهم فقد كان يصيد في اليوم الواحد من خمس إلى ست حبارى نظرا لكثرة الصيد ذاك الوقت واحتفاظ البر بطبيعته وعذريته، فلم يعبث به أحد ولم تكن السيارات موجودة في زمن أهالينا ؟؟ أما اليوم فكثر المقانيص فلا يكاد نور الصبح أن يبزغ إلا تجد مئات الباحثين عن الصيد يجوبون البر بحثا عن الحَبارى أو طائر الشاهين الذي يجدونه صدفة أتى به النصيب بدون موعد سابق وهو رزق مقسوم من رب العالمين يخص به من يشاء من عباده، وتم اصطياد عدد لا بأس به وبيعت بأسعار كبيرة تفوق الثلاثمائة ألف ريال!! كما شاركت شخصيات كبيرة خير وبركة هذا الوطن مع أبنائهم من المواطنين الصيد فلقد أدخلوا بوجوده عليهم البهجة والسرور، فهم متواضعون لأبعد الحدود وهذا ما عرف عنهم، فبعض الحَبارى صادوها بعض المواطنين، وكانت مازالت حيه وصدقوني بأنه تم دفع مبلغ فاق المائة ألف ريال فيها لكونها تتخذ اعلومة للطيور. وآخر الكلام نتمنى من الله بأن يحافظ الشباب على البيئة وعلى ما تبقى من البر وعدم دهس النباتات وتشويه البر وأن يمن علينا من بركات السماء وينزل علينا المطر الذي ليس للبشر والشجر والقاع غنى عنه. [email protected]