قطر وتركيا.. عمق استراتيجي

تعزز الزيارة التي قام بها فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة لدولة قطر، مسيرة مطردة من العلاقات ذات العمق الاستراتيجي بين البلدين، وقد توجت الزيارة بتوقيع عشر اتفاقيات جديدة في الدورة الثالثة للجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين لتؤكد عمق الشراكة في المستقبل، فقطر لن تنسى لتركيا موقفها المناهض للحصار، مثلما أن تركيا لن تنسى لقطر موقفها الرافض للانقلاب العسكري الفاشل الذي استهدف الاستقرار والديمقراطية في تركيا . وجاءت قمة أمس بين الزعيمين وهي الرابعة خلال العام الجاري والخامسة عشرة منذ تولي الرئيس أردوغان الرئاسة لتترجم هذه الشراكة على نحو عملي بتوقيع اتفاقيات جديدة تشمل مجالات تحتاجها علاقات البلدين للدفع بها إلى آفاق أرحب، في ظل ما تتعرض له دولة قطر من حصار جائر كان لتركيا دور كبير في التخفيف من آثاره عبر عدة محاور .إن لجوء البلدين لخيار تفعيل الاتفاقية الأمنية المشتركة حال دون التصعيد في الأزمة الخليجية وسيكتب التاريخ لتركيا أنها حالت دون تأجيج عسكري كان متوقعا للأزمة لولا مراجعة دول الحصار حساباتها. يستحق الرئيس أردوغان التحية من قبل قطر قيادة وحكومة وشعبا ليس فقط لأنه الزعيم الوحيد الذي زار الدوحة مرتين منذ بدء الأزمة الخليجية، بل لشجاعته وحنكته في التعامل مع الأزمة وإصراره على الانحياز للعدالة ودعمه للوساطة الكويتية أملا في الحل الذي تحرص عليه دولة قطر بما يحفظ سيادتها واستقلالها.