13 سبتمبر 2025

تسجيل

عبدالظاهر ، النَّظرُ من زاويةٍ أُخرى

16 نوفمبر 2013

كان فوز النادي الأهلي المصري بمباراته مع أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي في نهائي دوري أبطال أفريقيا ، وحصوله على اللقب للعام الثاني على التوالي و للمرة الثامنة في تاريخ النادي العريق ، دلالةً على عودة الروح للكرة المصرية ، وانطلاقةً للعودة بها إلى مسارها المعتاد في الإبداع الكروي ، بعد فترة من التراجع بسبب انعكاس التَّقَـلُّبات التي تشهدها مصرُ ، إلا أنَّ ذلك يبدو صعبَ التحقُّـقِ بسبب السياسة.عند الشعوبِ العربيةِ ، الشؤونُ المصريةُ شأنٌ عامٌّ يتفاعلُ معه كلُّ مواطنٍ عربيٍّ ، ولا صحَّـةَ للادِّعاءاتِ بأنَّ اهتمامنا بكلِّ صغيرةٍ و كبيرةٍ في مصر هو تَدَخُّلٌ في شؤونها الداخلية ، فهي شؤوننا نحن بحكم علاقات الأخوة ، والدور والتأثير العظيمين لها .أحمد عبد الظاهر ، هذا اللاعبُ الخلوقُ ، لم يكن يعتقد أنَّ مجرد تعبيره عن موقفٍ مما حدث و يحدث في مصر ، سيقود إلى مواجهةٍ شرسةٍ يكاد خصومُهُ فيها يُجَـرِّدونه من وطنيته ، كما حدث مع زميله محمد أبو تريكة ، لدرجةِ المطالبة بإبعادهما عن الملاعب و عَزْلِـهِما كأنهما ارتكبا جنايةً توافرت لها جميع أركان الجريمة ، و صار لابد من إيقاع العقوبة بهما .لو قام لاعبٌ إسبانيٌّ من إقليم الباسك ، الذي يدعو أبناؤه للانفصال عن إسبانيا ، برفع شعارٍ باسكيٍّ في مباراة محلية أو دولية، فإنَّ أحداً لن يتعرَّضَ له ، لأنَّ النظام السياسي لا يُعَـبِّـرُ عن جزءٍ من الشعب وينشغلُ باتِّهامِ الجزءِ الآخر باللا وطنية وبالـمُروقِ والعَـمالة ويحكمُ على ما في القلوبِ وما تُخفيه الضمائر ، كما حدث مع عبدالظاهر الذي شارك في تحقيق الفوز للكرة المصرية والعربية ، وأتاح مع رفاقه الفرصةَ لاسم مصر أن يتردد في بطولةٍ عالمية هي كأس العالم للأندية، إلا أنَّ بعض الأقلام و الإعلاميين الغوغائيين انطلقا يَصْدحانِ بأغانٍ ومُوَشَّحاتٍ ضده لا تستنكفُ عن استخدام أكثر الألفاظ بُعداً عن الأدب والأخلاق.ومما يضيقُ الصدرُ به ، أنَّ قلوبنا ، نحن المواطنون العرب ، خفقت بالفرحة عند إحراز أبو تريكة الهدف المصري الأول في شباك النادي الجنوب أفريقي ، واهتزت طرباً عند إحراز عبد الظاهر هدفَ الفوز ، ثم نُفاجأُ بهذه الحالة الهستيرية من العداء لهما ، دون النظر إلى تَـمَـيُّزِهما و ما قَدَّماه لاسم مصر من مشاركاتٍ في إنجازاتٍ عِـدَّةٍ .ندعو الشرفاء من إعلاميينا الرياضيين العرب أن يخرجوا عن صمتهم ، ويتحدثوا في الشأن الرياضي كجزءٍ من واقعنا العربي الذي يشهد تغيُّرات كبيرة ، وأن يقفوا بصلابةٍ دعماً لرياضيينا العرب مُـمَثَّلين في أحمد عبد الظاهر الذي تُثبتُ حالته مدى هشاشة منطق الخائفين من مجرد إشارةٍ .