14 سبتمبر 2025

تسجيل

تمالك أعصابك وستفلح

16 نوفمبر 2013

التواجد على وجه الأرض يُقدم لنا خيارات كثيرة يمكن أن نستفيد منها كلما حاولنا تقديم الأكثر والأفضل، وفعل ذلك يحتاج إلى تعاون حقيقي يربط الأفراد بعضهم ببعض، وهذا التعاون يتطلب التلاحم الذي يمكن بأن يكون سهلاً للغاية، ويمكن أن لا يكون إلا العكس تماماً، فهو هذا الأخير ما سيولد الكثير من الخلافات، التي تُعد في مرحلة من المراحل خطوة سليمة نحتاجها؛ للمحافظة على صحة العلاقات، التي ستدرك مواطن الضعف والخطأ، ولكن تجاوزها للحدود المعقولة والمقبولة سيُجردها من تلك الميزة، التي وإن وُظفت بشكل سليم؛ لتمكنا من الحصول على الأفضل. حياتنا التي نعيشها داخل البيت وخارجه تُقحمنا أحياناً بخلافات توتر علاقاتنا، فهي (أي تلك الخلافات) تنشأ وبشكل طبيعي بيننا كبشر، وكما ذكرت سلفاً فهي ضرورية ونحتاجها بين الحين والآخر؛ لنُفرغ ما بقلوبنا وعقولنا، فلا يُعقل بأن نتفق كل الوقت، حتى وإن كان الاتفاق مطلباً أساسياً لحياة مثالية نبحث عنها وذلك لأننا لا نحتاج إلى الجري خلفها وكأنها من أهم الواجبات التي يتوجب علينا القيام بها، ولكنها تلك التي لا يجدر بنا الانزعاج منها والسماح لأنفسنا بالتعاون معها؛ لكسب جولة واحدة لن نكسب فيها بقدر ما سنخسر، فالخسارة وإن كانت هينة في البداية إلا أنها سرعان ما ستتفاقم؛ لتبدو مرعبة في نهاية المطاف، وتحديداً حين نكتشف أنها ستصل إلى كل ما نملك من علاقات تهمنا وتأخذ من تاريخنا مساحة لا يُستهان بها بتاتاً، ولا يمكن بأن نُفرط بها وإن بدا الأمر وكأنه لا يعني لنا أي شيء حينها، فلم نُقدم على شيء كهذا؟ وما الذي سيُحملنا على المجازفة بعلاقاتنا الجيدة؟ أهي تلك اللحظات التي نتخلى فيها عن عقولنا وكل ما نملكه من خبرات؟ أم أنه ضعفنا أمام تلك الرغبة المتعطشة المُحبة للتخريب واستسلامنا لها؛ كي تتولى القيادة، وتنقلنا من المكان الذي يليق بنا إلى المكان الذي سيروقنا في البداية، ولكنه لن يكون بالنسبة لنا سوى نقطة سنندم عليها كثيراً فيما بعد؟ إن حديثنا اليوم أيها الأحبة عن موضوع (قدرتنا على تمالك أعصابنا، وما ينجم عن فقدنا السيطرة عليها) وكيفية معالجتنا لكل ما سيكون لنا لاحقاً، وهو كل ما تعرفنا عليه من خلال ما قد وردنا منكم، وسيكون لكم إن شاء الله. من همسات الزاوية الثالثة تَمَلك كل ما تَملكه بكل ما تَملكه من قوة ولا تُفرط به فينفطر قلبك، فهو ما يهمك أولاً؛ لأنه منك وفيك، ويتوجب عليك الاهتمام به، والمحافظة عليه وعلى نفسك وذلك بالاهتمام بكل ما يربطك بالآخرين، ولعل أهم ما يمكن أن يوثق علاقتك بهم هو كل ما تتحلى به من أخلاق، ستحافظ عليك كل الوقت دون أن تسمح لك بأن تتأثر بالمواقف التي تعيشها في حياتك وتحملك على الجنون أحياناً؛ لتفقد معها أعصابك التي تستطيع تمالكها حين تتمتع بأخلاق عالية لن تسمح لك بأن تُلقي بها عرض الحائط، ولكنها ستجعلك تظهر بصورة راقية تعكس كثيراً من التوازن الذي ينبعث من أعماقك.